يستقطب الربيع المسرحي الأول لمدينة غليزان الذي دخلت فعالياته يومها الثاني عددا كبيرا من أطفال المنطقة المتعطشين لمثل هذه الأنشطة الهادفة ذات الطابع الثقافي والترفيهي في آن واحد. وحسبما لوحظ بعين المكان فقد أضحت قاعة الحفلات لعاصمة الولاية تكتظ عن آخرها بالأطفال القادمين فرادى أو رفقة أوليائهم لمتابعة العروض المسرحية التي تندرج ضمن برنامج التظاهرة المذكورة في شقه الخاص بهذه الشريحة من المجتمع حيث وجدت بذلك ضالتها للترويح عن النفس واكتشاف عالم الفن الرابع وألوانه البهية رغم الجو الحار الذي تعرفه المدينة هذه الأيام. وقد استحسنت مجموعة من الأطفال و أوليائهم فكرة هذه المبادرة النبيلة التي "تبقى نادرة" بمنطقة غليزان غير أنها تساهم فعلا و لو بصفة ظرفية في وضع حد للجمود المميز للمشهد الثقافي المحلي جعل الطفل يواجه بشكل مستمر صعوبة في ايجاد فضاء ملائم للترفيه و الخروج من الروتين اليومي خاصة عند حلول العطل المدرسية معربين عن آمالهم في تكرار مثل هذه الأنشطة. واستنادا الى جمعية المرحوم طواهرية عبد القادر التي شاركت في تنظيم الربيع المسرحي لغليزان رفقة اللجنة الولائية المكلفة بإقامة النشاطات الثقافية و الفنية المحلية و الوطنية فإن براعم غليزان سيكونون على اليوم الخميس مع مسرحية "الاجتهاد" من إمضاء جمعية "ابن سينا" من وهران حيث تتناول موضوع العمل من خلال اقتباس قصة "النملة و الصرصور" للمؤلف الفرنسي جون لا فونتان. ومن جهة أخرىو بمناسبة الحفل الإختتامي لهذا الموعد الثقافي سيقدم غدا الجمعة عرض مسرحي بعنوان "الكتاب" و المنتج من طرف جمعية المرحوم طواهرية عبد القادر لغليزان حيث سيمكن من إماطة اللثام على قيمة الكتاب التربوية و أهمية إعادة الإعتبار للمطالعة في وسط الناشئة في ظل هيمنة الألعاب الالكترونية العصرية و الرسوم المتحركة على اهتمامات الطفل. وللتذكير فإن البرنامج المسطر طيلة فعاليات هذه التظاهرة يضم في نفس الوقت عددا من الأعمال الدرامية المخصصة للكبار حيث تشمل مسرحيات "تارتوف" من إنتاج جمعية "الخشبة الذهبية" لولاية سيدي بلعباس و"الضايع في بلاد الخير" لجمعية المسرح لفوكة بولاية تيبازة الى جانب "صرخة فنان" من أداء أعضاء جمعية "الشروق" القادمة من ولاية معسكر. كما يشارك نادي الإبداع الفكري و الأدبي لفرقة "النوارس" من البليدة بمسرحية "قدر أوديب" بينما ستسجل تعاونية "مسرح الأغواط" حضورها بتقديم عمل فني يحمل عنوان " اللون الأصفر" على أن تعرض كل من جمعيتي "جيل الظهرة" و كذا "المرحوم طواهرية عبد القادر" الغليزانيتين مسرحيتي "الذاكرة" و"زواج مصلحة" على أن يكون العمل الثاني في قالب هزلي يضيف نفس المصدر.