عقد صباح أمس الدكتور محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية ندوة صحفية قيم فيها أعمال المجلس الأعلى للغة العربية الذي مضى على تأسيسه عشر سنوات، كما تطرق الدكتور ولد خليفة إلى الندوة الدولية التي ينظمها المجلس يومي 25 - 26 فيفري الجاري ويحتضنها فندق الأوراسي تحت عنوان »تحديث العربية ومستقبلها في سوق لغات العالم الراهن والمأمول والتي تشارك فيها عشر دول عربية. استعرض رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في ندوته الصحفية الحصيلة التي انجزها المجلس الأعلى للغة العربية منذ إنشائه كهيئة استشارية لرئاسة الجمهورية سواء من حيث النشريات المتمثلة في مجلة اللغة العربية أو دفاتر المجلس أو الملتقيات والندوات الدولية التي كان يعقدها أو من الكتب الصادرة عن المجلس خصوصا تلك المباحث التي يتقدم بها المشاركون لمسابقة جائزة اللغة العربية. وأكد الدكتور العربي ولد خليفة أن الهدف من هذه النشاطات التي عمل المجلس على تكثيفها تدخل في اطار خدمة البلاد والثوابت الوطنية وإبراز الشخصية الوطنية في اطار قواعدها الثلاث، الإسلام اللغة العربية والأمازيغية. وأضاف السيد ولد خليفة في تشريحه للظاهرة اللغوية العربية في عالمنا العربي، وبالأخص الجزائر أنه عندنا جرح في الذاكرة حيث كانت العربية لغة أجنبية ولم تكن في أي بلد عربي آخر والمضاعفات مازالت قائمة إلى اليوم، وقد برزت المطالبة بالعربية في المقاومة الشعبية خصوصا عند حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية وجمعية العلماء التي قامت بدور تعليم اللغة العربية في العمق ونشرها وكان الشعب هو الذي يمول المدارس، لأن المدرسة الفرنسية كانت مدرسة انتقائية. أما المدرسة بعد الاستقلال فقد أوفاها حقها خصوصا في السبعينيات من القرن الماضي، حيث كان التعليم كله باللغة العربية حيث أصبحت اللغة العربية لغة تدريس وهذا فقط يعد انجازا كبيرا في الجزائر. وبيّن الدكتور ولد خليفة القواعد الأساسية التي تنبني عليها أهداف المجلس وهي، تحبيب الناس في اللغة العربية الجامعة الواحدة والموحدة وكذا إخراج العربية من التجاذبات والتسييس باعتبارها تهم كل الجزائريين مثلما هو الحال في الأمازيغية التي أصبحت هي الأخرى لغة وطنية. كما أكد رئيس المجلس الأعلى في حديثه لرجال الإعلام انه لا يمكن أن تتقدم بلاد بدون لغتها، ونحن في لغتنا عندنا كل معطيات الوحدة، وللعربية مخزون علمي تراثي، والشيء الذي يمكن أن يطور اللغة العربية هو الإبداع الأدبي والعلمي وليس ما يظنه البعض أن التقدم والتحضر مقصور على اللغة، اللغة بريئة لأنها ظاهرة اجتماعية تعكس تقدم الأمم ولغتنا العربية لغة مظلومة باعتبار أن نموذج التقدم خارج الحدود العربية الاسلامية. كما أكد من جهة أخرى على أهمية الندوة الدولية »الراهن والمأمول« التي يحضرها كبار العلماء والباحثين من أجل تحديث اللغة العربية وإعطائها مكانة في سوق لغات العالم حتى لا نحول إلى تبعية الثقافية التي هي أم كل التبعيات، وأكد الدكتور ولد خليفة أن الندوة تنقسم إلى شقين العلمي والتقني. وبعد العرض المقدم من رئيس المجلس الأعلى للغة العربية فسح المجال للأسئلة والمناقشة حيث أثيرت عدة مواضيع منها التشوف المستقبلي للغة العربية بالنسبة للمجلس، تعريب المحيط، التخاطب، المدرسة، الأسرة والمرافق الأخرى التي تعامل معها المجلس من أجل تطوير اللغة وتحبيبها وتوظيفها في مجالات الخدمات اليومية.