يعد "محي الذين بشطارزي" رجل سجل بصمته في تاريخ الفن الجزائري هذا ما أكده بعض التلاميذ للمرحوم والذين لا يزلون على قيد الحياة من بينهم الممثل بن يوسف حطاب والممثلة فريدة صابونجي وغيرهم ووصفه بالمؤسسة الفنية والفنان العالمي، كونه استطاع نشر الفكر الثقافي للجزائريين الأميين في غالب الأحيان والذين صاروا يتدفقون للعروض المسرحية الناشطة في ذلك الوقت حيث نشطت فرقته في مختلف ربوع الوطن رغم الظروف القاسية والقاهرة التي كانوا يعشونها إبان الاحتلال الفرنسي الغاشم الذي فرض سياسة الخناق وأصبح يمارسها سياسيا وثقافيا ومنه استطاع محي الذين بشطارزي ورفقاؤه "علالو" و "رشيد قسنطيني" أن يفرضوا أنفسهم في الساحة الفنية ، كونه كان يقدم مسرحا هزليا باللغة الدارجة العامية، إن تاريخ المسرح الجزائري ارتبط بهذا الرجل الذي سمح بوضع آلية مسرحية جديدة ألهمت العديد من النساء و الرجال من الشرق والغرب،و الذين اندمجوا مع الفن مع هذا الفن الحديث،تتلمذ على يده العديد من الوجوه المسرحية والسينمائية المحترفة المعروفة و المشهورة على الساحة العالمية أمثال : كلثوم ، محمد التوري، رويشد ، بن يوسف حطاب ، حطاب محمد المدعو حبيب رضا ، فريدة صابونجي ، سيدعلي فرنندال و في الغناء أمثال : فضيلة الدزيرية، مريم فكاي و غيرهم، وبهذه الطريقة سمح "بشطارزي" للمسرح الجزائري بتمديد جذوره، فمس جميع شرائح المجتمع متجاوزا بذلك التجارب السابقة التي صبت جلها في الأدب العربي، كما ساهم في نشر الفكر المسرحي في جميع الضواحي لا سيما في المدن الكبرى كما أن بشطارزي ابرز الجانب الغنائي الفني وفي ذات السياق أوضح لنا بن يوسف حطاب احد تلاميذ محي الذين بشطارزي أن معظم تسجيلاته الموسيقية والغنائية موجودة بخارج الوطن بالإضافة إلى العديد من أعماله المسرحية والسينمائية، وبين كيف أن أغانيه والفن الاندالسي والحوزي الذي تبناه وتحمل عبئ تعليمه ونشره بين الجزائريين في محاولة منه لترقية الذوق ونشر الفن الملتزم وترسيخ قواعد الفن الجزائري وحمايته بصفة عامة ، كون الاستعمار الفرنسي حاول ولعدة مرات خنق الثقافة الجزائرية و نفس الإطار أفاد الممثل المحترف الجزائري بن يوسف حطاب الذي تتلمذ على يد محي الذين بشطارزي أن هذا الأخير منع في الكثير من الأحيان من تسويق أغانيه والتي بلغت في سنة 1937 أكثر من 17 أغنية كونها كانت تنتقد السياسة الفرنسية، إلا أن "بشطارزي رحمه الله" كان يموه الرقابة بكتابة أغانيه وقصائده باللغتين العربية والفرنسية ويقوم بإضافة عبارات تمجد وتعظم فرنسا في النسخة المكتوبة بالفرنسية لتصل أغانيه للمستمع وتلقى صداها، أن أغانيه حسب نفس المصدر كانت تحمل نظرة داخلية عميقة لجزائر 1930 تحت يد وبطش الاستعمار الغاشم الفرنسي ، تنوعت مواضيعها بين الحب والسياسة وأضاف بن يوسف أن محي الذين بشطارزي " هو قيمة وتاريخ فني عريق ، أسس مسرحا وفنا عصريا في ظروف وبإمكانيات صعبة ، ومن جهة أخرى دعا الممثل بن يوسف حطاب السلطات المعنية بضرورة جمع وحفظ الأرشيف والإرث الذي تركه هذا العملاق والذي عرف و يعرف اندثارا وضياعا وإهمالا من قبل الجهة المعنية والتي لا تجيد سوى تنظيم التكريمات وذلك أضعف الإيمان بغرض تركه ارث للأجيال الصاعدة. زهير حطاب