عماد محمد أمين أصبح شمال مالي محطة هامة للقوات الغربية وعلى وجه الخصوص الأمريكية و البريطانية و الفرنسية إضافة إلى وحدات استخباراتية ألمانية و فرنسية كثيفة وهذا ما كانت حذرت منه الجزائر عندما رفضت منذ سنتين إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية على ترابها ولتفادي فوضى أمنية عارمة كان الجيش الجزائري حرك قواته المرابطة منذ أيام بمناطق واسعة من جنوب البلاد في عملية هي الأكبر تجري لملاحقة مجموعات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. و كانت وحدة أمريكية قد رصدت منذ أيام في شمال مالي كما ذكرت مصادر جادة أن فرنسا بصدد إنشاء قوات خاصة وجاء هذا بعد اجتماع عسكريين ومسؤولين في أجهزة مخابرات دول الساحل والصحراء ناقشوا في عاصمة النيجر قبل أسبوعين الوضع الأمني في المنطقة، حيث قررت دول أوروبية انتهاج استراتيجية جديدة للتدخل ضد "التهديدات الإرهابية" في الساحل. فرنسا وألمانيا وبريطانيا بمعية إسبانيا وهولندا وإيطاليا، اتفقت على تغيير إستراتيجية التعامل مع عمليات الخطف في دول الساحل بالتصدي لعمليات الخطف في وقت مبكر وفور حدوثها بقوات غربية تتواجد بصفة دائمة في مالي والتشاد والسينغال، والاستعانة أكثر ب''عمليات نوعية واستباقية خاصة ضد الإرهابيين. الاجتماع الذي حضره ممثلون عن جيوش ومخابرات دول الساحل، بقادة عسكريين ومسؤولي مخابرات من 6 دول أوروبية، في عاصمة النيجر نيامي، حضره أيضا ضباط سامون من الجزائر حسب مصدرنا ويأتي اللقاء في إطار التنسيق الأمني الذي اتفقت عليه عدة دول أوروبية مع دول ساحل الصحراء، في اجتماع سابق بمرسيليا الفرنسية.وكشف نفس المصدر بأن "وحدتي تدخل خاص فرنسيتين تابعتين لقيادة العمليات الخاصة، بكامل تجهيزاتهما، توجدان في منطقة ميناكا بمالي، ما يعني أن التعاون العسكري بين مالي وفرنسا في إطار مكافحة الإرهاب دخل مرحلة التنفيذ، وسارعت وحدات جزائرية مدربة على الحرب في الصحراء يدعمها الطيران الحربي وأجهزة التنصت والرؤية فائقة الدقة من الولاياتالمتحدة تقوم بمسح شامل لمناطق شاسعة من الولايات الواقعة على الحدود الجنوبية والجنوبية الغربية لاستكمال السيطرة على المسالك التي يتبعها مهربو الأسلحة إلى شمال الجزائرويجري تنسيق على مستويات عسكرية مختلفة بين الجيشين الجزائري والأمريكي في إطار مكافحة انتشار تنظيم "القاعدة" بمنطقة الساحل والصحراء التي ترى فيها الولاياتالمتحدة البديل الأمثل .ويذكر أن ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أعلن في 18 فبراير الماضي عن اختطاف أربعة سواح أوروبيين منذ 22 يناير الماضي وهم سائحة ألمانية (75 عاما) وسائح بريطاني وسويسري وزوجته كانوا في رحلة سياحية بسيارتين في المنطقة الحدودية بين مالي والنيجر.كما تبنى التنظيم خلال نفس الفترة اختطاف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى النيجر روبرت فاولر ومساعده السفير السابق لكندا في الجابون لويس جايي داخل الأراضي النيجيرية. وتعد هذه العملية ثالث عملية اختطاف ينفذها التنظيم في المنطقة الصحراوية الفاصلة بين مالي والنيجر بعد اختطاف 33 سائحا غربيا أغلبهم ألمان في مارس 2003 وتمكن الجيش الجزائري في تحرير جزء منهم فيما أطلق سراح البقية بعد دفع السلطات الألمانية لفدية مالية