تجددت المظاهرات في شوارع طهران وأطلقت شرطة مكافحة الشغب القنابل المدمعة على المئات من أنصار مرشح الانتخابات الخاسر مير حسين موسوي الذين تحدوا تحذيرات الحرس الثوري بقمع أي مظاهرة جديدة. وتجمع قرابة ألف من أنصار موسوي بميدان هفت تير في طهران للتنديد بما يسمونه تلاعبا بنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 12 من الشهر الحالي وأعلن المرشح المحافظ محمود أحمدي نجاد فائزا فيها. وحاصر نحو 500 من قوات الأمن مدعومين بقوات من الباسيج المتظاهرين وأطلقوا القنابل المدمعة لتفريقهم كما اعتقلوا حوالي 60 منهم حسب شهود عيان. وأضاف الشهود أن قوات الباسيج الذين انتشروا بكثافة راجلين وعلى الدراجات النارية في ميادين ومنعطفات الشوارع مدججين بالعصي والهري والسلاسل الحديدية، طاردوا المحتجين واعتقلوا المزيد منهم. وروى شاهد عيان لرويترز أنه رأى من شرفة منزله مجموعة محتجين تردد شعارات وهي تتعرض للضرب على أيدي الباسيج الذين أخرجوا المحتجين من منزل قريب احتموا فيه. يذكر أن وسائل الإعلام الأجنبية ما زالت ممنوعة من تغطية الاضطرابات. وقد أطلق النداء للتجمع عبر الإنترنت من خلال موقع تويتر حدادا على سيدة تدعى ندى وهي متظاهرة لقيت حتفها برصاصة في الصدر كما أظهر شريط بث بشكل واسع على مواقع الإنترنت. ويأتي التجمع الأخير كتحد لتهديد الحرس الثوري الإيراني بسحق أي احتجاجات جديدة دعا إلى مواصلة تنظيمها موسوي. وجاء في بيان للحرس الثوري أن الموقف الحساس الحالي سيتعامل معه الحرس بحزم وبأسلوب ثوري مع مثيري الشغب ومن ينتهكون القانون. وكان مناصرو موسوي الذي شغل منصب رئيس الوزراء في الفترة ما بين 1981 و1989 اعتلوا أسطح المنازل وراحوا يهتفون الله أكبر معلنين تحديهم للسلطات، وهو أسلوب استخدم خلال الثورة الإسلامية عام 1979. ودعا موسوي الذي أظهرت النتائج الرسمية حصوله على المركز الثاني بعد أحمدي نجاد أنصاره إلى تنظيم احتجاجات جديدة ضد الأكاذيب والتزوير في الانتخابات. وردا على هذه الدعوات، قال رئيس اللجنة القضائية بالبرلمان الإيراني علي شاهروخي إنه تجب محاكمة موسوي بسبب دعوته إلى احتجاجات غير مشروعة وإصداره بيانات استفزازية، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء فارس شبه الرسمية. وقال التلفزيون الإيراني إن عشرة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 100 آخرين في مظاهرات نظمت في طهران في تحد لتحذير وجهه مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي. وترفض السلطات اتهامات بالتزوير، وقد نفى مجلس صيانة الدستور بإيران وهو من أهم المؤسسات الحاكمة في إيران تصريحات للمتحدث باسمه تحدث فيها عن وقوع تجاوزات في الانتخابات. ومن جهته كرر المرشح المعتدل الخاسر أيضا مهدي كروبي دعوته إلى إعادة الانتخابات الرئاسية. وقال في خطاب إلى مجلس صيانة الدستور بدلا من إضاعة الوقت في إعادة فرز بعض صناديق الاقتراع، الغوا الانتخابات.