هل تذعن المعارضة الإيرانية للأمر الواقع الذي فرضته نتائج الانتخابات الرئاسية وبعد أسبوع من المواجهات والمظاهرات الاحتجاجية لما أسمته باستعادة الحق الضائع ويطرح هذا التساؤل بعد أن خرج مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامينائي عن صمته في أول ظهور علني له منذ اندلاع المواجهات داعيا إلى وقف المسيرات الاحتجاجية والاعتراف بنتائج الانتخابات. وطالب مرشد الجمهورية الإسلامية وهو أعلى سلطة معنوية ودينية في إيران بوقف القبضة الحديدية التي شهدتها شوارع طهران مؤكدا أنه لن يخضع لضغوط الشارع. وأبدى آية الله خامينائي تأييده لنتائج الانتخابات الأخيرة محذرا في نفس الوقت من أي مسعى لفتح الباب أمام ما أسماه ب"التطرف"، في تلميح إلى تشديد اللهجة التي رفعها أنصار موسوي من خلال تمسكهم برفض قبول نتائج الانتخابات. وقال خامينائي الذي أيد منذ البداية ترشيح الرئيس نجاد لانتخابات الرئاسة أن الشعب انتخب مرشحه بتأييد 24 مليون صوت" بما يؤكد ثقة الشعب في النظام الإيراني بعد أن شارك أكثر من 85 بالمئة منه في هذه الانتخابات. وأكثر من ذلك فقد اعتبر آية الله خامينائي أن نظام الانتخابات في إيران لا يسمح بتزوير 11 مليون ورقة انتخابية التي شكلت الفارق بين الرئيس نجاد ومنافسه موسوي. وألقى مرشد الثورة الإيرانية خطابه في جامعة العاصمة طهران بحضور الرئيس المنتخب محمود احمدي نجاد أمام آلاف الطلبة وأنصار هذا الأخير وهو ما أرغم منافسه مير حسين موسوي على إلغاء تجمع احتجاجي كان يعتزم تنظيمه صباح أمس في نفس الجامعة ربما تفاديا لأي انزلاق أمني ودخول أنصاره ومؤيدي الرئيس نجاد في مواجهات قد تزيد في تعقيد الوضع. وجاءت تحذيرات مرشد الجمهورية الإيرانية أمس رغم أن مير حسين موسوي المرشح الخاسر في هذه الانتخابات دعا مؤيديه إلى المشاركة في أضخم مسيرة احتجاجية اليوم السبت لمواصلة الضغط على السلطات لإعادة الانتخابات رغم عدم حصوله على ترخيص بتنظيم هذه المسيرة. وتكون لهذه الدعوة علاقة مباشرة بنتائج قرار مجلس صيانة الدستور الذي رفع المرشحون الثلاثة الذين خسروا السباق إلى قصر الرئاسة في طهران تظلمات أمامه لإعادة النظر في نتائج الانتخابات بعد أن شككوا في نزاهتها والذي سيعلن يوم غد عن قراره النهائي بخصوص هذه التظلمات وإمكانية إعادة فرز الأصوات في بعض المقاطعات الانتخابية. فهل سيذعن موسوي وأنصاره لنداء آية الله علي خامينائي لوقف مسيراتهم الاحتجاجية وقبول نتائج الانتخابات بغصة في القلب أم أنهم سيتجاهلون نداءه التحذيري وفتح جبهة مواجهة أكبر وأوسع؟ يذكر أن موسوي اتهم أجهزة الأمن الإيرانية بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف أنصاره بسبب مسيراتهم الاحتجاجية التي يواصلونها منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات قبل أسبوع. ولم يشأ موسوي الظهور بمظهر المعادي للثورة أو للنظام الإيراني بقدر ما حرص على التأكيد في كل مرة أن مسيرات أنصاره ودعوته لهم بمواصلة ضغطهم ليس للإطاحة بالنظام القائم ولكن من أجل "استعادة حقوقنا ولا نريد سوى استعادة أوراق الناخبين الذين صوتوا لنا".