أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قدرة بلاده على معالجة الأوضاع الأمنية بدون القوات الأميركية، وذلك قبل يومين من انسحاب تلك القوات من مراكز المدن العراقية. من جهته ناشد نائب رئيس جمهورية العراق طارق الهاشمي العراقيين توخي الحذر قبل بدء عملية الانسحاب. وقال المالكي إن انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية نهاية الشهر الجاري يعد رسالة بأن العراق يمكنه التعامل مع الأوضاع الأمنية، ودعا العراقيين إلى المزيد من الوحدة الوطنية بعد موجة التفجيرات الدامية الأخيرة. وأكد أن ثقته كبيرة بقدرة القوات العراقية على ملاحقة "فلول القاعدة والعصابات المجرمة"، وأشار إلى أن العراق حقق مستويات أمنية جيدة نسبيا ليس فقط من خلال تحسين أداء الشرطة ولكن أيضا فيما يتعلق بجهود المصالحة السياسية بين الفصائل العراقية. واتهم المالكي القاعدة بالوقوف وراء التفجيرات الأخيرة بهدف إعادة العنف الطائفي بين الشيعة والسنة. من جهته دعا طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي في بيان الشعب العراقي إلى اتخاذ المزيد من الحذر وتجنب المناطق المزدحمة قدر الإمكان، ودعا القوات العراقية إلى تكثيف وجودها في المناطق العامة والأسواق والمساجد، وذلك قبل بدء عملية الانسحاب المنصوص عليها في الاتفاقية الأمنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة نهاية العام الماضي. وبدوره اعتبر عادل عبد المهدي النائب الآخر للرئيس العراقي أن هناك ثغرات في النظام الأمني العراقي مكنت الجماعات المسلحة من تنفيذ عدد من أعمال العنف والانفجارات في عدد من المدن العراقية مؤخرا، ودعا وزارة الخارجية العراقية إلى نقل هذه الأعمال إلى مستوى جرائم الحرب لكي تتم معاقبة ومحاسبة من يقومون بها ومن يقفون وراءهم. في هذه الأثناء، عززت القوات العراقية إجراءاتها الأمنية مع التصاعد اللافت للهجمات قبل أيام من انسحاب الجيش الأميركي. وقالت السلطات العراقية إنها عززت إجراءاتها حول نقاط التفتيش وكثفت الدوريات الأمنية لا سيما في المناطق المزدحمة بالسكان في العاصمة بغداد، كما ألغت الإجازات لأفراد القوات الأمنية مع اقتراب موعد إكمال الانسحاب الأميركي من المدن الثلاثاء القادم. وكانت بغداد ومدن عراقية أخرى قد تعرضت لسلسلة من التفجيرات الأسبوع الماضي، خلف أعنفها أكثر من 70 قتيلا وأكثر من 150 جريحا بتفجير في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة الصدر شرقي بغداد ، كما سقط 78 قتيلا بتفجير آخر وقع قرب أحد المساجد بمنطقة تازة في كركوك يوم 20 جوان، في حين قتلت قنبلة 13 شخصا على الأقل في سوق ببغداد. وفي أحدث التطورات الأمنية التي أعلن عنها، قالت الشرطة العراقية إن مدنيا قتل وأصيب أربعة آخرون بانفجار دراجة نارية ملغومة في حي الرسالة بجنوب غرب بغداد، كما جرح ثلاثة أشخاص بانفجار قنبلة في حي المستنصرية شمالي بغداد. وبالتزامن مع ذلك أطلقت القوات الأميركية القيادي البارز في التيار الصدري عبد الهادي الدراجي بعد احتجاز دام أكثر من عامين.