ناقش مشاركون في ندوة فكرية نظمها حزب جبهة التحرير الوطني أول أمس بالجزائر العاصمة جذور مرجعية الحزب ورهانات المستقبل وأكدوا على أهمية تعميق تواجد الجبهة في الأوساط الشعبية للتعبير عن آمالها وطموحاتها. وأوضح الأستاذ محمد العربي ولد خليفة في مداخلته ان الحزب "مطلوب منه أن يعمق حضوره وسط الشعب" كما يتعين على منظماته الجماهيرية ان "ترصد آمال الشعب وآلامه" وأن يسعى مناضلو الحزب الى "تحقيق التجانس داخل الحزب بعيدا عن التوجهات القبلية أوالجهوية". وأبرز ولد خليفة أن تجديد خطاب جبهة التحرير الوطني واشراك عنصر الشباب في شؤونها أمر "مستعجل" مذكرا ان القيادات الأولى للحزب كانت في ريعان شبابها عندما أسسته وقادت حركة الكفاح. كما أكد المحاضر على ضرورة إنشاء منابر دائمة للتفكير واستقطاب الكفاءات الجامعية (...) علاوة على الاستفادة اطارات الحزب ذات الخبرة والتجربة في مجالات التسيير. من جهته تطرق عميد كلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر الاستاذ أحمد حمدي في مداخلته الى "جذور الخطاب الايديولوجي لجبهة التحرير الوطني" واشار الى ان الجبهة اغترفت من التراث الفكري الجزائري بداية من آثار حمدان خوجة و الامير عبد القادر ومصالي الحاج و الامير خالد ونجم شمال افريقيا وغيرها. كما توقف المحاضر مطولا امام اهم مفردات بيان أول نوفمبر كالوطنية والكفاح و الجزائر و اللغة و الاسلام وغيرها. وفي سياق متصل أشاد الاستاذ العربي الزبيري بالصيغة التي جاء عليها بيان اول نوفمبر معتبرا اياه "حوصلة ذكية لأدبيات الحركة الوطنية". بدوره اشار رئيس الندوة محمد نذير بولقرون ان جبهة التحرير الوطني حركة ثورية تحريرية وقوة توحيدية جامعة لكل الجزائريين تتوخى العدل و الحرية والمساواة. تجدر الاشارة الى ان هذه الندوة التى تندرج في إطار التحضير للمؤتمر التاسع للحزب تعد فاتحة سلسلة من الندوات ستنظم خلال الأسابيع المقبلة.