أعلنت الحكومة الأفغانية أنها لن تقدم رشوة لمسلحي حركة طالبان لوقفهم القتال لكنها ستعمل على مساعدتهم لإعادة اندماجهم داخل المجتمع، في وقت أكدت فيه طالبان مواصلة القتال ورفض إبرام ما وصفته بصفقة مع الحكومة والغرب لإرساء السلام. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن وزير الخارجية الأفغاني زلماي رسول قوله أن الحكومة لن تقدم لمسلحي طالبان أموالا أو رشى لوقف القتال، لكنها يجب أن توفر لهم نوعا من الرعاية الاجتماعية للاندماج في حياة سليمة. وفي المقابل أكدت طالبان أنها "ليست مستعدة لإبرام أي صفقة غير مشروعة وعديمة القيمة بشأن النصر الذي أصبح قريب المنال"، جاء ذلك في بيان نشرته الخميس الماضي بموقعها على الإنترنت أكدت فيه استمرارها في القتال لتحقيق النصر. وكان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قد وجه في مؤتمر عقد بلندن الشهر الماضي الدعوة إلى طالبان للمشاركة في مجلس سلام، ورسم خططا لاستقطابهم ووقف القتال مقابل الحصول على أموال ووظائف. ويدعم حلفاء أفغانستان الجهود الرامية إلى بدء محادثات مع طالبان، ووعدت الدول المانحة بإرسال ملايين من الدولارات لصندوق لدفع أموال للمسلحين للاندماج في المجتمع. وفي سياق متصل وعدت الولاياتالمتحدة أول أمس حلفاءها بأفغانستان بتقديم عتاد عسكري متطور بغرض حماية قواتهم. وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس -خلال اجتماع لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو) اختتم أعماله في إسطنبول أمس الأول- أن الحلفاء سيحصلون على عتاد فائض موجود في العراق ولم تعد القوات الأميركية هناك في حاجة إليه. وجاء تعهد غيتس مع طلب إرسال حوالي أربعة آلاف مدرب ومستشار إضافيين إلى أفغانستان من أجل مساعدة قوات الجيش والشرطة الأفغانية على تولي المسؤولية الأمنية تدريجيا. واعتبر الأمين العام للناتو أنديرس فوغ راسموسين العرض الأميركي خطوة مهمة من شأنه المساهمة في إقناع دول الحلف بالتعهد بإرسال المزيد من القوات والمدربين. وكان وزراء دفاع الناتو عقدوا ذلك الاجتماع لمناقشة الأوضاع الراهنة بأفغانستان والخطوات اللازم اتخاذها في العام الجاري. وركز الوزراء في الاجتماع الذي دام يومين على تمويل الحلف وأهدافه الجديدة. وبالتزامن مع ذلك أعلن الجيش البريطاني أن قواته بدأت عمليات بطائرات مروحية في ولاية هلمند جنوبأفغانستان لتجهيز ميدان القتال لعملية كبيرة تشنها قوات الناتو. وتجري العمليات البريطانية على مشارف مرجه وهي واحة تسيطر عليها طالبان، وتقول القوات الأميركية إنها تعتزم السيطرة على المنطقة قريبا. وفي خضم التطورات الأمنية ذكر مسؤول أمني بولاية هلمند أن شخصين قتلا وأصيب 26 آخرون في انفجار قنبلة وضعت في دراجة نارية بمدينة لشكر غاه كبرى مدن الولاية. وتقول منظمة الأممالمتحدة أن 2400 مدني أفغاني قتلوا العام الماضي بسبب هجمات طالبان وعمليات القوات الغربية. وعلى صعيد آخر شارك الرئيس الأميركي باراك أوباما أول أمس في مراسم تأبين سبعة من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) الذين قتلوا في تفجير قاعدة عسكرية أميركية بأفغانستان في ديسمبر الماضي.