ل طفولة متخيّلة، طفولة مزروعة داخل مربعات هندسية، طفولة مزروعة في حنايا الوهم، هذا ما يطالعك به معرض الفنان الفلسطيني محمد السمهوري في قاعة "زيكو هاوس"-الصنائع، حيث عرض ثلاثين لوحة من مادة الأكريليك. لوحات تأخذ المشاهد إلى عالم المخيمات حيث للطفولة مراتع ومرابع من البؤس والشقاء واللوعة، لكنّها في ريشة السمهوري كانت عوالم فرحة ترقص على رؤوس الأصابع، وتلعب لعبة الخيال والظل، فهذا الفنان الذي عمل على المربعات، وفي داخل كل مربّع حكاية جمالية تتحدث عن واقع المرأة بشكل طفولي، في ألوان حارة وباردة الرمز هو الديك الذي يدل على النار وأيضا كناية عن مفتاح لأفكار الفنان حسبما قال في حواره مع "الخيمة"، مؤكدا بأنه عمل على المربعات الهندسية في حركات مركبة بعناصر فنية مباشرة وغير ثابتة، ويلفت إلى أنّ "هناك لوحات تشبه إسكتشات ساخرة، وأخرى أسلاك وشرائط ملونة وهذه للدلالة على طفولة الفلسطيني الذي يعيش في المخيّم، فالطفولة تحمل مأساة شعب وتحمل جماليات البراءة رسمتها بعيدا عن الكآبة والاستعطاف المجاني، وقد اعتمدت على الحركة في لوحة العازف والمهرّج وبيروت".كرر الرسام السمهوري العناصر في اللوحات وذلك يعود إلى كونه يريد أن يجزّء أفكاره ويوزعها على حالات وتنويعات عدة وفي هذا الإطار يقول: "لمن يود اقتناء لوحاتي عليه أن يكمل الرسم في المربعات الفارغة كوني أطمح إلى مشاركة المشاهد في رسم لوحاتي وذلك يعود لتواضعي وتفضيلي مشاركة الآخرين لي في فنّي". يركّز محمد السمهوري في أعماله المتشابهة على الإيقاع البصري اللوني فيوحد الرؤيا ويخلق كيمياء قريبة من الشرائط المصورة وهذه -يقول- إذا وصلت للمتلقي ":أكون نجحت في إيصال رسالتي عن الطفولة والحياة والمجتمع، فكل عناصر لوحاتي لها علاقة بالطفولة والبهجة بعيدا عن الحزن الذي ولدنا فيه وترعرعنا، وأنا كرجل فكّرت بالطفولة على هذا النحو كونها تحمل الأسئلة والفرح أيضا".معرض الفنان الفلسطيني محمد السمهوري احتوى على أحواض هندسية ملونة ذات أفكار موحدة تتحدث عن مرحلة عمرية معينة منها القلق وأيضا الحبور، وفكرة البياض في بعض اللوحات تحمل فكرة "الاقتراح" بهذه الطريقة المبتكرة تتسم صياغة اللوحة عند السمهوري، وهي لوحة مركّبة شعارها الطفلة الفرحة والديك الذي يصيح فجرا وفي النهار دلالة على مفاتيح أفكار يرسمها لتكون رسالة موجهة إلى الإنسانية