صدر عن منشورات مجلة شؤون ثقافية صدر للكاتبة نعيمة العجيلي كتاب جديد "السيرة الذاتية في الأدب الليبي". وعن اختيارها لهذا الموضوع وما يصاحبه من لذة الإحساس بالبحث عن كتب ليبية تندرج ضمن السيرة الذاتية، تقول المؤلفة "ندرة البحوث الجامعية الأكاديمية والدراسات الحرة حول موضوع أدب السيرة الذاتية بشكل عام ليصبح الأمر أزمة مصادر تعين الباحث في معرفة ما دون في مجال السيرة الذاتية في الأدب الليبي، إذ لا نكاد نجد في المقالات القليلة المتناثرة في المجلات أو الورقات البحثية". هذا إلى جانب أن لا أحد خص أدب السيرة الذاتية في الأدب الليبي الحديث بدراسة وافية أو بحث مستقل، الأمر الذي يعدّ من بين الاعتبارات والبواعث الموضوعية الرئيسة التي جعلتني أتمسك بإنجاز هذه الدراسة". إشكالية مفهوم السيرة الذاتية تعرضت الكاتبة في هذا القسم إلى صعوبة وضع تعريف محدّد وجامع لمفهوم السيرة الذاتية نظراً لمرونته وتطوره عبر المدارس الأدبية المختلفة إلى جانب التداخل والتشابه بينه وبين أجناس أخرى مثل: اليوميات- الاعترافات-المذكرات- الرواية- أدب الرحلات. تاريخ السيرة الذاتية في الأدبين الغربي والعربي هنا تتبعت الكاتبة نشأة فن السيرة الذاتية منذ بدء الكتابة الاعترافية والتي ارتبطت بالتطهر من الآثام وكان القديس أوغسطين أول من دونها في كتاب " الاعترافات" والذي يعتبره الكثير من النقاد أقدم سيرة ذاتية في الأدب الغربي، بعد ذلك توالت كتابات السيرة الذاتية عبر العصور ولعل أشهرها في العصر الحديث "صورة الفنان في شبابه" لجيمس جويس و"في البحث عن الزمن المفقود" لمارسيل بروست". وإذا تحدثنا عن القرن العشرين، تقول الكاتبة نعيمة العجيلي "إن فن السيرة تطور بفعل القراءات في الآداب الغربية والاطلاع على التراجم الكاملة لحياة الأدباء الغربيين، مما جعل كتُاب عرب يصفون حياتهم وصفا شاملا للعيوب والمحاسن، بل إنهم تحولوا بها إلى اعترافات صريحة ابتعدت عن التحرج أو الافتعال ولذلك صارت السيرة الذاتية عندهم ضربا من القصص النابض بالحياة"، وتضيف الأديب طه حسين أفضل من جارى الغربيين في هذا المجال عبر كتابه "الأيام". السيرة الذاتية في الأدب الليبي الحديث إن البحث عن جذور لفن السيرة الذاتية في الأدب الليبي كما ترى الكاتبة، قادني إلى أن البدايات القديمة كانت مجرد عملية توثيقية لمجموعة من الأحداث التي عايشها الكاتب وتفاعل معها ولعل يوميات التاجر الطرابلسي حسن الفقيه حسن أول ما وصل إلينا من التسجيلات الفردية لأحداث ليبية صرفة، ثم كتاب" رَي الغليل في أخبار بني عبد الجليل" لصاحبه محمد بن عبد الجليل سيف النصر. في نهايات القرن العشرين شهدت الكتابة الذاتية في ليبيا تطورا ملحوظا فكانت كتب"الواقدت" لعبد الله القويري و"مسارب" لأمين مازن و"محطات" لكامل المقهور و"هذا ما حدث" لعلي فهمي خشيم. "محطات" لكامل المقهور و"هذا ما حدث" لعلي فهمي خشيم إن اختيار الكاتبة نعيمة العجيلي لهذين الكتابين يرجع كما تقول بأنهما يتميزان بمحاولتهما تأسيس أدب السيرة الذاتية في ليبيا ويعتبران أهم الأعمال التي تندرج ضمن أدب السيرة الذاتية.