أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن أمراض الحساسية و الأمراض التنفسية المزمنة تستحوذ في بلادنا المغاربية على قسط هام من مصاريف الصحة الموجهة لاقتناء الأدوية و تقف عائقا في وجه التنمية الاقتصادية. وجدد رئيس الجمهورية في رسالة وجهها للمشاركين في المؤتمر العاشر للربو و الحساسية و المناعة العيادية و التي قرأها نيابة عنه البروفسور لحبيب دواقي التزام الجزائر بالمشاركة في الجهد الجماعي قصد محاربة أمراض الحساسية و الأمراض التنفسية المزمنة أحد المسببات الرئيسية للمرض و الوفاة و التي تتطلب المزيد من العلاج و حسب عبد العزيز بوتفليقة ، فإن قابلية إستراتيجية و سياسة الجزائر الصحية للبقاء مرهونة بإشكالية تمويل الصحة و ارتباطها بمسار التنمية من جهة ، و باشكالية ترقية الشراكة في مجال استعمال تكنولوجيات الإعلام و الاتصال الجديدة للوقاية من الأمراض و محاربتها من جهة ثانية ، و خاصة ما يتعلق منها بالأمراض التنفسية المزمنة و الحساسية بأنواعها. كما أكد رئيس الجمهورية في ذات الرسالة بأن " مجال الصحة يشكل دعامة أساسية للتنمية " مما جعل " ثلاثة من بين الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية تخص المشاكل الصحية و التي تتمثل في وفيات الأطفال ، وفيات الأمهات و كذا الأمراض المتعددة المنتشرة و من ضمنها أمراض الحساسية و الأمراض التنفسية المزمنة التي تجتاح كافة البلدان بما فيها دول المغرب العربي . و في ذات السياق ، أشار بوتفليقة إلا أنه بالرغم من الجهود المبذولة قرابة أربعين سنة من أجل تصحيح التفاوتات الاجتماعية و الفوارق الجهوية ، و بالرغم من الاستثمارات الضخمة التي تم رصدها لتحسين التكفل الصحي بالمواطنين و تكوين مستخدمي الصحة إلا أن تطوير مصالحنا الصحية لم يستطع مسايرة وتيرة النمو الديمغرافي و لا الاستجابة للحاجات الصحية التي اكتسبت مزيدا من التكوين و التوعية و بالتالي زيادة مطالبها . و من جهة أخرى ، أكد رئيس الجمهورية أن تخصص الحساسية نال حقه من الاعتراف في العقد الأخير بدول المغرب العربي معبرا عن ارتياحه لتدريس مثل هذا الاختصاص في الدول المذكورة و خاصة مع اختيار الجزائر لاحتضان الدراسات التطبيقية في التخصص للأطباء من البلدان الإفريقية الراغبة في ذلك. و في سياق ذي صلة بالمواضيع التي سيتناولها المشاركون في المؤتمر سيما منها تلك المتعلقة بالتدخين ، أكد بوتفليقة أن " الجزائر كانت من بين البلدان السباقة إلى الانضمام إلى مشروع الاتفاقية الإطار لمحاربة التدخين" ، كما دعا بالمناسبة البلدان المغاربية إلى ضرورة تكثيف جهودها من أجل اتخاذ التدابير التربوية و التشريعية الملائمة للإسهام في محاربة التدخين و ذلك عن طريق نشاطات التوعية باتجاه المجتمع سيما منه الفئات المتمدرسة بما يؤمن حماية الأشخاص غير المدخنين . كما أكد رئيس الجمهورية على أهمية تطبيق القوانين التي تمنع التدخين تطبيقا صارما و علاج الأشخاص المدمنين على التدخين ببدائل النيكوتين ،و كذا انشغاله بالحفاظ على البيئة و تأثير التلوث على صحة الإنسان و الفلاحة و الموارد المائية و الأنظمة البيئية الطبيعية. و بخصوص الأمراض المهنية ، أكد بشأنها الرئيس على " ضرورة الوقاية منها عن طريق مراقبة تطور التكنولوجيات و الموارد الأولية المستعملة حتى يتسنى لنا تحيين القوانين الرامية إلى علاج الأمراض التنفسية المهنية التي ما انفكت تتزايد و الوقاية منها و ذلك بالتنسيق مع الخبراء من أصحاب الاختصاص المستقلين و مع ممثلي العمال". مضيفا بأن الأمر "يتطلب علينا التأقلم مع أحداث التطورات العلمية الدولية و أن نتبناها و أكثر من ذلك أن نكيفها مع التنوع الذي يطبع بيئاتنا الوطنية و المغاربية" معتبرا ذلك " تحديا ينتظر الجيل الجديد من مستخدمي الصحة في كل بلد من بلداننا" و بحسب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة فإن المؤتمر العاشر للربو و الحساسية و المناعة العيادية يعتبر علامة فارقة في مجال التعاون العلمي بين بلدان المغرب العربي و الضفة الشمالية للمتوسط و ذلك بفضل ما يتيحه من تبادل للمعارف و الخبرات في بلداننا نجاح .ل