أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة يوم الأربعاء استعداد الجزائر لتسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح المشروع الدولي "غارد" لمكافحة الأمراض التنفسية. وعبر الرئيس بوتفليقة في رسالة وجهها إلى المشاركين في المؤتمر الأوروبي الإفريقي الأول حول الربو والحساسية والمناعة قرأها السيد محمد علي بوغازي مستشار لدى رئاسة الجمهورية عن اعتزازه لاختيار الجزائر من قبل منظمة الصحة العالمية لاحتضان استقصاء نموذجي حول مشروع غارد في إفريقيا. وأضاف رئيس الدولة في هذا الصدد قائلا إن "مشروع غارد الذي اقامته منظمة الصحة العالمية هو الإطار الأمثل لتوسيع التعاون بين البلدان الإفريقية والأوروبية في مجال مكافحة الأمراض المزمنة وسائر الأمراض مثل السل وداء فقدان المناعة المكتسب" مشيرا إلى أن هذين المرضين "هما من أدهى مشاكل الصحة العمومية في بلداننا". ومن جهة أخرى أكد رئيس الجمهورية استعداد الجزائر لاحتضان الاجتماع السنوي لهذا البرنامج العالمي لمكافحة الأمراض التنفسية المزمنة وأمراض الحساسية سنة 2010. وعند تطرقه لسبل ترقية التعاون الإفريقي الأوروبي في مجال التنمية البشرية قال الرئيس بوتفليقة "ثمة مجال آخر حري بأن يكون مجال تعاون بين البلدان الإفريقية والدول الأوربية انه مجال التنمية البشرية والاقتصادية والعلمية الذي بات يشكل اليوم تحديا حقيقيا بالنسبة لإفريقيا قاطبة". وأضاف رئيس الدولة في هذا المجال قائلا إن "افريقيا غنية حقا بالموارد وهي تزخر بكفاءات علمية يمكنها إن هي تعهدتها بالتشجيع وتولتها بالحفز وأتاحت لها ان تساهم بما لديها من رفع التحديات وتخطي العقبات التي مازالت تعترض انتقالها الى الديمقراطية واقتصاد السوق". وذكر رئيس الجمهورية ان افريقيا قد باشرت في السنوات الأخيرة مسار إصلاحات أدت بها إلى إحراز نتائج لاسبيل إلى نكرانها في مجال السلم والامن وتعزيز دولة الحق والقانون والديمقراطية والتنمية الاقتصادية المستدامة. وبخصوص الدعم الذي تنتظره الدول الإفريقية من أوروبا أوضح الرئيس بوتفليقة انه "بإمكان الدول الاوروبية ان تقدم دعما اكبر للشراكة الجديدة من اجل تنمية إفريقيا (نيباد) من خلال اعتماد شراكة ثنائية وأخرى متعددة الأطراف تشجع جلب رؤوس الأموال الدولية والتكنولوجيا إلى إفريقيا وإطلاق المبادرات في مجال ترقية التربية الدائمة ومكافحة الأوبئة المستوطنة". وبشأن إعلان ابوجا الخاص بالأمراض المعدية ذكر رئيس الجمهورية أن "تنفيذ هذا الإعلان لاسيما منها السل وداء فقدان المناعة المكتسب والملاريا وتقليص الفجوة التي تلحق فادح الخسارة بإفريقيا يشكلان كذلك مجالا هاما للتعاون بين البلدان الإفريقية والأوروبية". وأضاف رئيس الدول في هذا المجال قائلا : "حتى تتأتى مكافحة هذه الأمراض التي تحقق القضاء على معظمها بأوروبا تحتاج القارة الإفريقية بصفة مستعجلة إلى الخبرة وإلى التكنولوجيا التي تتيح تطوير الادوية الجنيسة وصناعتها بنفسها ومن ثمة تقليص الهوة الصحية بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب". وعبرالرئيس بوتفليقة عن يقينه بأن هذا المؤتمر سيناقش بالشكل اللائق كافة الانشغالات الخاصة بالصحة العمومية المتصلة بتبعات الأمراض التنفسية المزمنة وأمراض الحساسية معربا عن أمله في أن "يتوج المؤتمر أيضا باقتراحات بناءة وتوصيات واقعية قيمة من شأنها ان تساهم بالتكفل بالمرضى وإقامة جسور علمية بين البلدان الإفريقية والأوروبية وكذا تشجيع المبادلات بين الجامعات والمستشفيات". وذكر رئيس الدولة ان الجزائر بتنظيمها لهذا المؤتمر الدولي تؤكد على "التزامها بالإسهام في الجهد الجماعي" لمكافحة المرض بكافة أشكاله لاسيما أمراض الحساسية والتنفسية المزمنة التي يعاني منها زهاء مليار شخص في العالم. وكانت أشغال المؤتمرالأورو-إفريقي الأول حول الربو والحساسية والمناعة قد توجت أول أمس بعد يومين من النقاشات حول مواضيع متعلقة بمختلف الأمراض التنفسية بمجموعة من التوصيات. فقد أوصت اللجنة العلمية والتنظيمية لهذا اللقاء العلمي الخاص بالتشخيص المبكر لأمراض الحساسية بإجراء تحقيقات حول الأوبئة وتكاليف العلاج فيما يخص أمراض الربو والتهاب مخاطية الأنف الحساسية والحساسيات الغذائية والتهاب القصبات الرئوية المزمنة والاختناق عند النوم. ويمكن إجراء هذه التحقيقات بالتنسيق مع فرق أوروبية للتمكن من مقارنة توجهات تطورات هذه الأمراض في العالم". وفي مجال العلاج دعت اللجنة خاصة إلى وضع سياسة لإنتاج أدوية جنيسة "ذات نوعية" قصد معالجة جميع الأمراض لاسيما الأمراض التي تصيب فئات المجتمع الأكثر هشاشة". و تمت الإشارة إلى أن هذه السياسة "يمكن أن تجد تجسيدا لها عن طريق شراكة في مجال تحويل التكنولوجيا بين البلدان الإفريقية والأوروبية". وفيما يخص الوقاية من الأمراض التنفسية المزمنة والحساسيات اقترح المشاركون في هذا المؤتمر أن يزود كل بلد ببرنامج تربية صحية "في متناول الجميع" من خلال برامج تربوية في المدارس". ودعت اللجنة التنظيمية بعد أن أعربت عن ارتياحها لعقد دورة بالجزائر للتحالف العالمي لمكافحة الأمراض التنفسية المزمنة (غارد-مغرب عربي) البلدان الإفريقية الأخرى إلى الشروع في تطبيق هذا البرنامج الصادر عن المنظمة العالمية للصحة الذي يمكن أن يكون نمطا للتعاون بين الشمال والجنوب في مجال الوقاية ومعالجة هذه الأمراض المزمنة". وقررت اللجنة من جهة أخرى منح جائزة شرفية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة "للاهتمام الخاص الذي ما فتئ يوليه لصالح السلم والكفاح الذي ما فتئ يخوضه ضد الفقر ومن اجل حق الجميع في الصحة" .