ست كشف المخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار أن فيلمه الجديد "شارع النخيل الجريح" وهو إنتاج مشترك تونسي جزائري سيعرض في الجزائر العاصمة خلال النصف الأول من شهر جويلية القادم، تاركا موعد تحديد عرضه للمخرجة والمنتجة نادية شرابي التي يعمل معها منذ 2008 على هذا المشروع الذي رأى النور أخيرا. الفيلم ذاته سيفتتح في الثامن من جويلية القادم الدورة السادسة والأربعين لمهرجان قرطاج الدولي في خطوة هي الأولى من نوعها بهذا المهرجان العريق الذي اعتاد في السنوات الأخيرة، أن يكون افتتاحه بالغناء والطرب ليختار هذه السنة أن يكون افتتاحه بالسينما وبهذا الفيلم تحديدا وسينظم المهرجان المذكور خلال الفترة الممتدة من 8 جويلية إلى 15 من شهر أوت يتزامن عرضه في تونس واختيار السلطات التونسية أن تكون سنة 2010 عام السينما التونسية. يعتبر "شارع النخيل الجريح" خامس فيلم روائي طويل للمخرج التونسي بن عمار، الذي هو بالأساس خريج معهد السينما في فرنسا، وهو ثاني فيلم مشترك جمعه بالجزائر بعد فيلمه "عزيزة"1965. كما تربطه بالجزائر علاقة سينمائية متميزة، حيث ترأس لجنة تحكيم الفيلم القصير خلال المهرجان الدولي للفيلم العربي في وهران العام 2008، وأشرف على افتتاح أول نادٍ للسينما الذي يشرف عليه الديوان الوطني للثقافة والإعلام التابع لوزارة الثقافة. يروي فيلم "شارع النخيل الجريح" كما كشف المخرج قصة فتاة تونسية تبحث عن تاريخ والدها الشهيد الذي سقط خلال "حرب بنزرت" الواقعة شمال العاصمة التونسية خلال العام 1961. وتواجه هذه الشابة خلال عملية البحث الشاقة عراقيل كثيرة، حيث تتضارب بعض التفاصيل أمام بعض الكتابات ومحتوى الذاكرة الشعبية التي ظلت تختزن كما مهما من الحقائق. وفي أثناء رحلة بحثها تتعرف إلى شاب جزائري يهوى الموسيقى اختار الاستقرار في تونس أيام حرب الخليج سنة 1991. وأوضح المخرج عبد اللطيف بن عمار الذي يضع فيلمه في خانة السينما الواقعية الجديدة أن في عمله هذا "دعوة إلى كتابة علمية وجادة للتاريخ" وفيه أيضا "إدانة للمفكرين الذين لا هم لديهم إلا مصالحهم الخاصة، يزوّرون التاريخ لأغراض سياسية ولنيل شرف لا يستحقونه" مؤكدا أنه يريد أن يضع إصبعه على إشكالية الفرق بين الرواية الشعبية للتاريخ والرواية الرسمية التي نجدها بكتب التاريخ. وركز بن عمار على "مدى أهمية الامتدادات الثقافية الراسخة للشعوب العربية في إنتاج وإنجاح مشاريع سينمائية، وتمنى ألا يقتصر الإنتاج على هذا الفيلم، بل أن يكون هناك إنتاج مشترك مغاربي في مجال المسلسلات"، منتقدا في هذا السياق انسياق المنطقة المغاربية وراء المسلسلات المشرقية وإهمالها إنتاج المسلسلات التي تلامس واقع مجتمعات المنطقة، مؤكدا أن حمى المسلسلات التركية المدبلجة هي آفة تقدم للمشاهد والمتتبع المغاربي. تجدر الإشارة إلى أن فيلم "شارع النخيل الجريح" عرض مؤخرا في مهرجان كان السينمائي خلال دورته الأخيرة ضمن تظاهرة سوق الأفلام. سعاد طاهر/ م