قال الرئيس التركي عبد الله غل إن عدم سعي إسرائيل لإصلاح علاقاتها مع بلاده تصرف غير رشيد، في حين أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي استمرار الحوار العسكري بين البلدين رغم الخلاف. وأشار غل إلى أن الخلافات التي تعصف بحكومة بنيامين نتنياهو تمنع على ما يبدو إسرائيل من إصلاح علاقاتها مع تركيا حليفها الوحيد من بين الدول الإسلامية, مما يزيد من عزلتها. وأضاف الرئيس التركي -الذي كان يتحدث إلى وكالة رويترز للأنباء في طريق عودته من زيارة رسمية لكزاخستان- أن الانقسام السياسي داخل إسرائيل يبدو شديدا, مما يجعلهم يفقدون التصرف بعقلانية، على حد قوله. وكشف غل أن اجتماع الأربعاء الماضي ببروكسل بين وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ووزير التجارة والصناعة الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر كان من المفترض أن يكون سريا, لكن أطرافا في حكومة نتنياهو سربت المحادثات إلى وسائل الإعلام. وكانت العلاقات بين تركيا وإسرائيل قد تدهورت فى ماي الماضي إثر مقتل تسعة ناشطين أتراك على يد الجيش الإسرائيلي الذي هاجم قافلة مساعدات إنسانية نحو قطاع غزة. وطالبت تركيا باعتذار إسرائيلي رسمي وتعويضات لعائلات الضحايا, إضافة إلى فتح تحقيق دولي لتحديد ملابسات الهجوم. لكن إسرائيل رفضت الاعتذار، واعتبرت أن جنودها أطلقوا النار دفاعا عن النفس, بعد أن هاجمهم نشطاء أسطول المساعدات المسلحون بالقضبان والمدى. في الأثناء قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي إن توتر العلاقات الإسرائيلية التركية لم يؤثر على العلاقات العسكرية بين البلدين. وأضاف أشكينازي أثناء جلسة مغلقة للكنيست الإسرائيلي أنه على اتصال شخصي مع رئيس أركان الجيش التركي منذ الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية. وشدد المسؤول الإسرائيلي على ضرورة الحفاظ على العلاقات العسكرية الإسرائيلية التركية في "هذا الظرف المضطرب". وكانت تركيا ألغت تدريبات عسكرية مشتركة مع إسرائيل وأغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الإسرائيلية على خلفية الهجوم, كما سحبت إسرائيل مستشارين عسكريين من تركيا.