قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه يريد تفادي الإضرار أكثر بالعلاقات مع تركيا، إلا أنه رفض الاعتذار عن قيام جنود الاحتلال باقتحام سفينتها وقتل 20 شخصا من المتضامنين معظمهم من الأتراك، في وقت انفجرت فيه أزمة مع وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان الذي لم يُطلع مسبقا على لقاء بوزير تركي عقد لاحتواء الأزمة بينهما. وقال نتنياهو"لا اتفاقات بيننا وبين تركيا بعد.. لكن من الجيد أن نوقف التدهور" في العلاقات. فيما شدد تأكيده على أنه لن يعتذر عن اقتحام السفينة التركية نهاية ماي الماضي . وذكرت وسائل إعلامية أن نتنياهو، منح الضوء الأخضر لوزير الصناعة والتجارة في حكومته بنيامين بن إليعازر ليلتقي وزير الخارجية التركي أحمد أوغلو سرا، وهو ما حدث الأربعاء في بروكسل، الأمر الذي أثار غضب ليبرمان كونه لم يُطلع مسبقا على الاجتماع. وأقر نتنياهو بأن عدم إطلاعه ليبرمان باللقاء كان خطأ، لكنه "خطأ فني" لم يفصّل ما يقصده به. من جهة أخرى أوضح مسؤولون في دولة الاحتلال، أن نتنياهو لم يكن أمامه بد من تجاوز ليبرمان المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل، واختيار بن إليعازر الذي يدافع عن علاقات جيدة بتركيا، حيث كان أول وزير إسرائيلي يزورها العام الماضي بعد العدوان على غزة. والاعتذار الإسرائيلي لتركيا على خلفية المجزرة التي ارتكبتها في حق السفينة التركية، في عرض مياه البحر المتوسط وفتح تحقيق أممي فيه والتعويض عن الخسائر التي ألحقها إضافة إلى رفع الحصار الظالم عن غزة، شروطُ تركيا لإعادة سفيرها الذي سحبته من إسرائيل، في خطوة ثنّت عليها بإلغاء تدريبات مع الجيش الإسرائيلي، ومنع طيرانه مرتيْن من استعمال مجالها الجوي. من جانبها ترفض إسرائيل التحقيق الدولي، إلا أنها فتحت تحقيقا خاصا بها فيما اعتبرته حالة دفاع عن النفس ضد "عناصر معادية" مسلحة بأسلحة بيضاء ومندسة بين النشطاء على حد الادعاءات الإسرائيلية . ويقول مكتب نتنياهو إن اللقاء مع أوغلوكان غير رسمي وجاء بطلب تركي، فيما تصر تركيا بدورها على أنه جاء بطلب إسرائيلي. لا سيما مع الإصرار التركي على ضرورة تقديم إسرائيل اعتذار عما اقترفته في حق السفينة التركية . من جهة أخرى تخشى دول غربية أن تكون تركيا، الدولة الإسلامية الحليفة والعضو في الناتو، تنأى بنفسها عن الغرب. إلا أن الرئيس التركي عبد الله غل، أكد أن تركيا ملتزمة بانتمائها إلى الغرب وترى نفسها جزءا من أوروبا حتى لو وثقت صلاتها ببلدان في الشرق الأوسط. مضيفا أن بلاده طالما احتفظت بعلاقات ودية مع إسرائيل، إلا أنه دافع في نفس الوقت عن قرار تجميد الصلات، قائلا "عندما يقتل جيش دولة أناسا من شعبك في المياه الدولية ماذا تفعل؟". يذكر أن العلاقات الإسرائيلية التركية في التسعينات، تركزت على التعاون العسكري والاستخباري والتجاري، لكنها تراجعت مع تولي حزب العدالة والتنمية الحكم، وانفتاح أنقرة على دول تصفها إسرائيل بالمعادية كإيران وسوريا.