أسهم سد لروية ببلدية بريزينة (ولاية البيض) بشكل كبير في صقل موهبة صيد السمك لدى شباب المنطقة سيما بعد نجاح تجربة تربية المائيات بذات السد. وقد بدأت هذه التجربة تأتي بثمارها خلال الفترة الأخيرة من خلال الحجم الكثيف للسمك الذي في غالب الأحيان يفوق وزنه الكيلوغرامين حسب ما تم معرفته من قبل عدد من رواد الصيد بنفس المنطقة. وتعد حرفة صيد السمك اكتشاف جديد لدى سكان المنطقة والولاية ككل بالنظر إلى خصوصيتها شبه الصحراوية وموقعها خارج الشريط الساحلي غير أن تجربة تربية المائيات التي تم توقيعها بسد بريزينة منذ نهاية سنة 2008 من خلال زرع كمية معتبرة من أسماك الشبوط والسلمون تعدى مجموعها العام 270ألف سمكة صغيرة الحجم بدأت في الفترة الأخيرة تسجل عدة نتائج هامة حسبما ذكره المدير الولائي للري و الموارد المائية. وقد أشار ذات المسؤول إلى نجاح عملية التكاثر والنمو الخاصة بهذين النوعين من الأسماك وهو ما ساعد العديد من شباب المنطقة لولوج حرفة صيد السمك غالبيتهم يزاولها لأول مرة في حياتهم حسب شهادة عدد من أبناء البلدية الذين تم الالتقاء بهم على ضفاف سد لروية. وإن تعدد طرق ووسائل ممارسة هواية صيد السمك لدى شباب بلدية بريزينة إلا أن القاسم المشترك بينهم يتحدد في تعلقهم جميعا بهذه الهواية الجديدة في قاموس يومياتهم حيث أكد أحدهم أنه أصبح يزاولها بصفة تلقائية حيث بمجرد حلول الفترة المسائية قبل غروب الشمس يتجه إلى ضفاف السد مرفوقا بأحد أصدقائه حاملا في يده صنارته اليدوية و قفة مصنوعة من الحلفاء عله يعود بها في آخر اليوم محملا بما يجود به حظه الذي يختلف من يوم لآخر حسب مزاج الصنارة و بركات اليوم على حد قوله. واعتبر محدثنا أحمد أن هذه الهواية أضحت تجذب إليها العديد من شباب المنطقة الذي بدأ عددهم يزيد من يوم لآخر حيث أن غالبيتهم يحاول الفرار من الروتين اليومي في محاولة خلق جو تنافسي بنكهة خاصة تنسيهم حرارة اليوم و تبعث فيهم الأمل في الظفر بصيد وفير يجدون فيه طعما مميزا وهم يحملونه بين طيات قففهم يفرحون به والدتهم و يتلذذون بطعمه على طاولة الغذاء. فيما يحبذ البعض الآخر بيعه بأسعار متفاوتة حسب حجم السمكة و وزنها حيث يتراوح السعر في غالبية الأحيان بين100 دج و 800 دج حسبما ذكرته بعض المصادر المحلية من منطقة بريزينة. وفي سياق متصل شكلت هواية صيد السمك ببريزينة أيضا فضاءا لإبداع طرق جديدة في الصيد حيث يلجأ بعض الشباب إلى ربط شبكة الصيد بين برميلين معدنيين من الحجم المتوسط يسمح ببقائهما فوق سطح الماء في حين تغوص الشبكة داخل الأعماق لتصطاد كميات وافرة يتم جلبها بواسطة حبل مربوط بأحد البرميلين و هي صيغة جديدة ابتكرها أحد شباب المنطقة و أصبحت تقليدا لدى العديد منهم لما تجلبه من صيد وفير مقارنة بالصنارة اليدوية حسبما أوضحه أحد ممتهني هذه الهواية ببريزينة.