رمضان هو الشهر التاسع في ترتيب الشهور الاثنى عشر التي هي عند الله من يوم أن خلق الله السموات والأرض، وعلى الترتيب الذي أنشأه عمر رضي الله عنه، قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) (التوبة: 36)، وهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن، قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة: 185). وهو الشهر الذي بعث الله فيه نبيه وخليله وخاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم. وهو الشهر الذي جعل الله منه إلى رمضان ما بعده كفارة، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر) رواه مسلم. وهو الشهر الذي إذا دخلت أول ليلة من لياليه كان ما كان من الخير؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة) رواه البخاري. وفي رواية عنه أيضا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل شهر رمضان فُتّحت أبواب السماء وغُلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين). وهو الشهر الذي جعل الله فيه لأصحاب الذنوب والخطايا المخرج منها والتخفيف من ثقلها، وكذلك لطالبي الجنة والنجاة من النار، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). وهو الشهر الذي جعل الله فيه العمرة كحجة، وليس هذا فحسب، بل كحجة معه صلى الله عليه وسلم، فعن عطاء قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يخبرنا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: (ما منعك أن تحُجِّين معنا؟) قالت: كان لنا ناضح أي راحلة، فركبه أبو فلان وابنه، زوجها وابنها، وترك ناضحا ننضح عليه، قال: (فإذا كان رمضان اعتمري فيه، فإن عمرة في رمضان حجة). وفي رواية: (عُمرة في رمضان تعدل حجة) متفق عليه. وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم: (فإن عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي). وهو الشهر الذي جعل الله فيه ليلة هي خير من ألف شهر في دينِ وعملِ العبد المؤمن، قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (القدر: 3، 5)، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول: (تحرّوْا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان