خيم على المقهى صمت رهيب فالضجيج الذي لم ينقطع طيلة الأيام التي سبقت العيد حل معه حزن وهكذا الأيام تتداول على رواد المقهى منهم آثر البقاء في البيت لاستقبال زواره ومنهم فضل تمديد عطلته عند أهله عند الشيخ والعجوز في البلاد ولم يعد يستعجل العودة إلى المدينة وهمومها فتلك فسحة لا تتاح في كل مرة فالخبزة سوف تنادي عاجلا أم آجلا فلا داعي للعجلة. غرق عمي بوعلام في ذلك الجو الصوفي وقد انزوى في أحد أركان "القهوة" يفكر ويحك رأسه من تحت شاشية مزركشة وينتظر قهوته المزيرة كالعادة. وما لبث حتى جال في ذهنه صابر الذي ما بقي له وقت ليصرفه في القهوة فقد كثرت زياراته وأثقلت عليه همومه حتى قبل أن يتزوج. وبدأ الضجر يتسلل إليه لكن صوتا ملأ المكان فجأة وداهم ذلك الصمت الرهيب. إنه صوت عمي بوزيد ولي أحد تلاميذ المدرسة المحاذية للمقهى. على قهوة ا. خلاص بوزيد: ما فهمنا والو راهي فوضى فلمسيد الدراري حاصلين الا يقراو ولا ما يقراوش كاين كلايص جاو فيهم دراري وما جاش الشيخ وكلايص جا فيهم الشيخ وما جاوش دراري كل شي معوج فلبلاد هذه. بوعلام: الهم هذا جا قاع من وليدك هو اللي قال لدراري ما تجيوش غدوة علاش نشقاو علاجال نهار واحد نضربوها راحة حتى للحد وربي كبير. بوزيد: انت دايما تحصل في وليدي تقول هو اللي دار قاع الأزمة نتاع الزاير الفوضى داروها المعلمين، هم اللي حابين يخبزوها ما كفاوهمش الملايين اللي راهم يدوها ويزيدو يراتيو وما يقريوش. بوعلام: وعلاش ما يريحوش مساكن وكيفاه حبيهم يقريو وبالهم في الكبش والحليب والضياف والكوليستيرول اللي ينجم عن الماكلة نتاع اللحم. قلت لك وليدك هو اللي دار فيهم المنكر ما قراو كما قال لهم الوزير ما قعدو في الدار كما حاب وليدك بوزيد: إحقا فكرني كي سموه هذا الوزير انتاع القراية بوعلام: ايسموه بن بوزيد بوزيد: هاهاها حتى وليدي يسموه بن بوزيد اتسمى بن بوزيد كونتر بن بوزيد