اهتدى أصحاب المقاهي بولاية البليدة، في الآونة الأخيرة، إلى طريقة جديدة من أجل استرجاع زبائنهم، حتى قبل أن يهل هلال العيد. وراح هؤلاء يفتحون أبواب مقاهيهم في عز نهار رمضان من كل يوم، لا سيما بعد صلاة العصر حيث تنتزع لافتة ”مغلق” من واجهة كل مقهى بمدينة الورود، لتستقبل بذلك جموع زبائنها الذين يدخلون إليها وكأنهم مقدمون على طلب كأس شاي أو فنجان قهوة ، إلا أن لا شيء من ذلك القبيل يحدث بطبيعة الحال، وإنما هو تجمع في المقهى للحديث وفقط. أصبحت المقاهي بمدينة البليدة، هذه الأيام، قبلة لكبار السن الذين يفتقرون إلى أماكن يمكنهم الجلوس بها. وقد أبدى العديد منهم ترحيبهم بهذه الفكرة التي لقيت استحسان الكثيرين من الشباب. و في هذا الصدد قال لنا عادل، 32 سنة، عون في سلك الحماية المدنية، إن فكرة فتح المقاهي أمام الزبائن جاءت لتعطي فسحة للأصدقاء من أجل الجلوس و التحدث بدل البحث عن أماكن عمومية أو ساحات لهذا الغرض، وهو ما تفتقر إليه مدينة الورود، فلا بديل عن تلك المقاهي التي ألفها الجزائريون والتي يزداد إليها شوقهم في رمضان. وحتى إن كانت تلك المرافق تفتح أبوابها أمام زبائنها مباشرة إن لم نقل دقائق فقط بعد آذان المغرب، إلا أن فتحها نهارا يبقى رديفا لمودة بين صاحبها وزبائنه، وهو ما أكده لنا محمد، صاحب مقهى شعبي بأولاد يعيش، والذي تحدث لنا عن تجربته في رمضان قائلا: ”إن تهافت رواد المقهى بعد الأذان من أجل ارتشاف فنجان قهوة أمر عادي، وهو مرتبط أيضا بإشعال سيجارة تكون هاجسا المدمن عليها طيلة يومه فلا يجد مكانا أفضل من المقهى من أجل ذالك”، وأضاف أنه ألف عادات زبائنه منذ سنوات إلا أن فتح المقهى في رمضان كان رديفا للقيام ببعض أشغال الترميم والتنظيف، إلا أنه لا حظ أن زبائنه لم يعيروا تلك الأشغال أي أهمية، وفي كل مرة يمر أحد أبناء الحي بالمقهى إلا ويقترب منه ليبادره الحديث، وهكذا.. إلى أن تتوسع دائرة المقبلين عليه، حتى يخيل إليك أنك في يوم عادي.