قالت كوريا الشمالية إنها تقوم بتشغيل "آلاف" من أجهزة الطرد المركزي في منشأتها لتخصيب اليورانيوم بغرض الاستخدام السلمي. وأوردت وكالة الأنباء المركزية الكورية أمس نقلا عن صحيفة رودونغ سينمون أن البرنامج للأغراض السلمية فحسب. ويعتبر هذا التصريح أول اعتراف مفصل من بيونغ يانغ بشأن قدراتها النووية الموسعة. ويأتي هذا الكشف بعد أن أدى عرض بيونغ يانغ بوقت سابق هذا الشهر لأجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم أمام عالم أميركي، وقصفها المدفعي الثلاثاء الماضي لجزيرة جنوبية، إلى إشعال التوتر بشبه الجزيرة المقسمة. وكان العالم النووي الأميركي سيغفريد هيكر قال إن مسؤولين شماليين أخذوه إلى محطة بمجمع يونغبيون النووي هذا الشهر حيث شاهد مئات من أجهزة الطرد المركزي، مما يعزز حقيقة أن كوريا الشمالية تملك برنامجا لتخصيب اليورانيوم ولديها وسيلة ثانية للحصول على مواد انشطارية لصنع قنابل. وأوضح مصدر أن مسؤولين من كوريا الشمالية أبلغوا الخبير هيكر من جامعة ستانفورد أنهم يملكون ألفي جهاز طرد مركزي قيد الخدمة الفعلية، لكن الفريق الأميركي الذي زار البلاد لم يستطع التحقق من ذلك. وأضاف المصدر -الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه- أن المنشأة التي زارها الوفد الأميركي بدت له كمنشأة نشطة. ووصف رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأدميرال مايكل مولن كوريا الشمالية ب "دولة خطيرة" واعتبر أن أمام الصين دورا رئيسيا لتلعبه بمجال دفع المحادثات السداسية الرامية لإقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن نوويها. وكانت بكين اقترحت الأحد الماضي مشاورات طارئة بين مبعوثين إلى المحادثات السداسية، لكن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس اعتبر أن مثل هذه المحادثات ستكون بمثابة "نشاط علاقات عامة" ما لم تغير بيونغ يانغ سلوكها "العدواني". وتعتقد واشنطن منذ فترة أن كوريا الشمالية تمتلك مثل هذا البرنامج، لكن التقدم الواضح لجهودها في هذا الصدد قد يشعل جدالا جديدا في كيفية التعامل معها. ويرى محللون أن كشف كوريا الشمالية عن هذا التطور يستهدف حصولها على مزيد من التنازلات من جانب الولاياتالمتحدة.