تناولت بعض الصحف البريطانية والأميركية حادثة اغتيال حاكم إقليم البنجاب الباكستاني على يد أحد حراسه بالنقد والتحليل، وأجمعت في معظمها على أن من شأن اغتيال سلمان تاسير تفاقم الأوضاع في باكستان وتزايد العنف الطائفي والانقسام الديني. فقد قالت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إن باكستان تمر بأيامها السود إثر تعرض حاكم إقليم البنجاب سلمان تاسير (56 عاما) للاغتيال على يد أحد حراسه، والذي أطلق عليه الرصاص أثناء وجوده في أحد أسواق العاصمة الباكستانية إسلام آباد. ووصفت ذي إندبندنت حادثة الاغتيال بالصدمة بحد ذاتها، مشيرة إلى أن الاغتيال قد يكون بسبب معارضة تاسير القوية للقوانين المشددة ضد التجديف، التي يتم تطبيقها في البلاد، ولأنه كان يدعو علنا إلى إصلاحها. وأضافت أن الشخص الذي سيخلف حاكم البنجاب في منصبه قد لا يكون بنفس قوة تاسير في مناهضته للقوانين المشددة أو لعلماء الدين ولأنصارهم في مختلف أنحاء البلاد. ويعتبر نبأ اغتيال تاسير نبأ غير سار للمسيحية الباكستانية آسيا بيبي المحكوم عليها بالإعدام بتهمة الإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أعلن مرارا عن رغبته في العفو عنها، وأنه دعا الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري إلى إصدار عفوه عنها. وقالت الصحيفة إن زرداري -وهو زوج زعيمة حزب الشعب السابقة بينظير بوتو التي تعرضت للاغتيال عام 2007- قد يفكر مرتين قبل محاولته العفو عن المتهمة المسيحية. وأضافت أن إقليم البنجاب يعتبر قلب باكستان وأنه كان خاليا من أعمال العنف الطائفية بشكل نسبي بالمقارنة مع ما تشهده البلاد بشكل عام. وأما صحيفة ذي غارديان البريطانية فقالت إن مقتل حاكم البنجاب على يد أحد حراسه من شأنه أن يضيف لباكستان أزمة جديدة، موضحة أن سلمان تاسير تعرض للاغتيال أثناء ترجله من سيارته في سوق كوهسار في إسلام آباد، الذي يعتبر سوقا راقيا عادة ما يرتاده الأجانب والأثرياء. ونسبت ذي غارديان إلى شاهد عيان قوله إن أحد حراس حاكم البنجاب قفز من سيارة مثبت على سقفها أضوية ذات وميض، وصوب بندقية كلاشنيكوف نحو نافذة سلمان تاسير وأطلق عليه النار فارداه قتيلا مضرجا بدمائه. وبينما أضافت الصحيفة أن الحارس الأمني ممتاز قادري (26 عاما) يعد من النخبة، وأنه قال أثناء اقتياده إنه فخور بأنه قتل "مجدفا"، قالت الصحيفة إن اغتيال تاسير يأتي في وقت عصيب بالنسبة للحكومة الباكستانية التي فقدت الأغلبية الأسبوع الماضي.