أكد حزب الشعب الباكستاني أن زعيمته بنظير بوتو رئيسة الوزراء السابقة ستبقى في باكستان لتقود الحزب إلى الانتخابات التشريعية في منتصف جانفي المقبل، بالرغم من الاعتداء الذي استهدفها وأوقع 139 قتيلا على الأقل في كراتشي واصابة 540 جريح. وقد اتهمت رئيسة وزراء باكستان السابقة بينظير بوتو قادة عسكريين سابقين بالضلوع في محاولة اغتيالها التي وقعت أثناء سير موكبها أول أمس الخميس في مدينة كراتشي وأسفرت عن مقتل نحو 130 فردا. وقالت بوتو في مؤتمر صحفي الجمعة بأنها تلقت تحذيرات بأنه سيتم استهدافها بأربعة مفجرين انتحاريين، وأخبرت السلطات بأسماء من تعتقد أنهم مسؤولون عن ذلك. ووصفت بوتو الهجوم التي تعرضت له بأنه "عمل جبان وخسيس"، وقالت أن باكستان تواجه "معركة في سبيل الديمقراطية". وكانت بوتو، التي تتزعم حزب الشعب الباكستاني، اتهمت العناصر المحافظة الموالية للحاكم العسكري السابق لباكستان الجنرال ضياء الحق بالضلوع في الهجوم الذي استهدفها. وقالت بوتو، والتي شغلت موقع رئيس وزراء باكستان مرتين من قبل، في حديث لمجلة "باري ماتش" الفرنسية أن المتشددين الإسلاميين الذين نفذوا الهجوم لم يكن ليستطيعوا تنفيذه بدون دعم وإشراف أنصار ضياء الحق. كما وجهت بنظير بوتو زعيمة حزب الشعب الباكستاني أصابع الاتهام إلى العناصر المحافظة الموالية للحاكم العسكري السابق لباكستان الجنرال ضياء الحق بالضلوع في الهجوم الذي استهدف اغتيالها والذي قتل وأصاب المئات في كراتشي، وطالبت بفتح تحقيق موسع حول في التفجيرين اللذان استهدفا موكبها لدى وصولها العاصمة الباكستانية . وقالت بوتو، والتي شغلت موقع رئيس وزراء باكستان مرتين من قبل، في حديث لمجلة "باريس ماتش" الفرنسية أن المتشددين الإسلاميين الذين نفذوا الهجوم لم يكن ليستطيعوا تنفيذه بدون دعم وإشراف أنصار ضياء الحق. يشار إلى أن الجنرال ضياء الحق نفذ انقلابا أطاح بوالد بنظير رئيس الوزراء السابق ذو الفقار على بوتو عام 1977. وبعدها بسنتين قام ضياء الحق بإعدامه. وفي عام 1988 لقي ضياء الحق حتفه بعد انفجار طائرته في ظروف غامضة، الأمر الذي سمح لبينظير بوتو بالعودة للحياة السياسية، والفوز بالانتخابات العامة لتتولي رئاسة الوزراء لفترتين. وكان علي زرداري زوج بينظير بوتو قد اتهم أجهزة الاستخبارات الباكستانيةبتدبير الحادث وطالب بمحاسبتها، في الوقت الذي لم تعلن فيه أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الدامي الذي استهدف موكب بوتو في اليوم الأول من عودتها للبلاد من منفاها الاختياري الذي دام 8 سنوات. وكانت الميشيات المرتبطة بتنظيم القاعدة قد هددت باغتيال زعيمة حزب الشعب بسبب تأييدها لتحالف الرئيس الباكستاني برويز مشرف مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في حربها على الإرهاب. عثرت الشرطة الباكستانية على رأس الشخص الذي يشتبه في انه فجر نفسه بالقرب من موكب زعيمة حزب الشعب الباكستاني بينظير بوتو ورئيسة الوزراء السابقة في كراتشي، والذي اودى بحياة قرابة 130 شخصا وجرح المئات في أول أيام عودتها من المنفى. وتقلت وكالة رويترز عن منظور مقال وهو مسؤول رفيع بالشرطة على صلة بالتحقيقات التي تدور حول الحادث قوله " عثرنا على رأس منزوع لشخص مشتبه انه قام بتفجير نفسه، وما تزال اختبارات الحمض النووي جارية". وكان مئات الآلاف من الأشخاص قد احتشدوا في كراتشي لتحية بنظير بوتو عقب عودتها إلى ارض الوطن بعد 8 سنوات من المنفى الاختياري الخميس الماضي، لتقود حزب الشعب المعارض في الانتخابات النيابية المقرر عقدها في جانفي المقبل. واستهدف انفجاران موكبها بينما كان يشق طريقه وسط الجموع الغفيرة فيما لم تصب بوتو، التي كانت تستقل حافلة مزودة بزجاج مضاد للرصاص، بأذى في الهجوم. من وراء الهجوم؟ وكانت الميلشيات المرتبطة بتنظيم القاعدة قد هددت باغتيال زعيمة حزب الشعب بسبب تأييدها لتحالف الرئيس الباكستاني برويز مشرف مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في حربها على الإرهاب، وصف بيان مشرف التفجيرين بأنهما مؤامرة ضد الديمقراطية ، إلا أن عاصف علي زرداري زوج بوتو اتهم أجهزة الاستخبارات الباكستانية بالضلوع في الحادث. وبينما تحظي بينظير بوتو،التي شغلت موقع رئيس وزراء باكستان مرتين، بدعم جزئي من رئيس البلاد برويزمشرف، وربما تفضي المفاوضات بينهما إلى شكل من أشكال تقاسم السلطة، إلا أن سلسلة عائلة بوتو العريقة سياسيا لها العديد من الأعداء داخل باكستان. لتوها عادت إلى باكستان بعد ثمانية أعوام قضتها في المنفى قالت مصادر أمنية باكستانية إن من بين القتلى عشرين من رجال الشرطة وبعض أعضاء حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه بوتو، وكانت السلطات الباكستانية نصحت رئيسة الوزراء السابقة بالانتقال من مطار كراتشي إلى وسط المدينة بطائرة هليكوبتر لكنها رفضت ذلك وقالت إنها لا تخشى أي تهديدات. وكان موكب بوتو متوجها إلى ضريح محمد علي جناح مؤسس الجمهورية الباكستانية، حيث كانت تعتزم إلقاء خطاب هناك بمناسبة عودتها وكان من المنتظر أن يتضمن خطة العمل السياسي للمرحلة المقبلة. وكان الرئيس الباكستاني برفيز مشرف قد وصف التفجيرين بأنهما "مؤامرة ضد الديمقراطية في باكستان"، وناشد برفيز في بيان أصدره مكتبه مواطني كراتشي بالتحلي بالصبر والهدوء. مشهد درامي بعد عودة بوتو وكانت بوتو قد أعلنت لدى عودتها أنها تعتزم العمل على إجراء انتخابات نيابية نزيهة في البلاد، في وقت تتزايد فيه التكهنات بقرب توصلها الى اتفاق لتقاسم السلطة مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف. وقالت زعيمة حزب الشعب للصحفيين إنها تفكر فقط في مهمتها وأنها تقود "تحركا من أجل الديمقراطية لأننا تحت تهديد من المتطرفين والميليشيات". واستهلت بوتو عودتها بمشهد درامي بدأته بالدموع حيث أجهشت بالبكاء حين لمست قدماها ارض الوطن لأول مرة منذ ثماني سنوات من منفاها الاختياري، بعد أن حطت طائرتها في مطار كراتشي، حيث كان في انتظار بوتو نحو 200 ألف من أنصارها على امتداد 6 كليومترات في الطريق من المطار إلى المدينة لتحيتها وإعلان الدعم لها. وشقت سيارتها طريقها بصعوبة بالغة وسط حشود الجماهير حتى أنها اضطرت في بعض الأوقات إلى التوقف تماما حين كان بعض أنصارها يندفعون إلى مقدمة السيارة لتحيتها. وقالت بينظير بوتو لمراسل البي بي سي في كراتشي "أنها لحظة عاطفية ومؤثرة بالنسبة لي". وأضافت "إنني كنت أتطلع إليها لمدة طويلة جدا، وعندما لمست أقدامي ارض باكستان غمرتني العواطف فعلا، لم أكن لاعتقد أن هذا اليوم الذي كنت اعد الساعات والدقائق واللحظات والسنوات قد جاء أخيرا". بينظير بوتو والسياسة ارتبط اسم السياسية الشابة بنظير بوتو يوما ما بالتحديث والديمقراطية ، لكن هذا كله توارى ليصبح اسمها مرتبطا بالفساد والثروة الفاحشة. انحدرت بوتو من سلالة سياسية شهيرة في باكستان، كانت النظير لعائلة نهرو غاندي في جارتها وغريمتها الهند. احتل والد بينظير، ذو الفقار علي بوتو، منصب رئيس وزراء باكستان في أوائل السبعينات، فكانت حكومته إحدى الحكومات القلائل التي لم يرأسها عسكري في العقود الثلاثة التي أعقبت الاستقلال. ولدت بنظير بوتو في إقليم السند عام 1953، وتلقت تعليمها في جامعتي أكسفورد ببريطانيا وهارفارد بالولاياتالمتحدة، واستمدت مصداقيتها كسياسية من تراث والدها. وشغلت بينظير بوتو منصب رئيسة وزراء باكستان مرتين، ما بين عامي 1988 و1990، و ما بين عامي 1993و1996، وفي الحالتين أقالها رئيس البلاد من منصبها بعد اتهامها بالفساد. والإقالتان مجرد مرحلتين في حياة بوتو السياسية التي اجتاحتها العديد من حالات المد والجزر. فقد كانت فور انتخابها لأول مرة وفي قمة شعبيتها إحدى أشهر القيادات النسائية في العالم، وصورت نفسها بشبابها وأناقتها كالنقيض الحيوي للمؤسسة السياسية التي يهيمن عليها الرجال. بوتو والفساد بعد أن هوت بوتو من السلطة للمرة الثانية أصبح اسمها مرتبطا بالفساد وسوء الحكم، تجلت صلابة وعناد بوتو أول ما تجلت لدى سجن الجنرال ضياء الحق لوالدها عام 1977 واتهامه بالقتل، وبعد عامين تم إعدام والدها. وسجنت بوتو قبيل إعدام والدها، وقضت أغلبية السنوات الخمس من سجنها في حبس انفرادي، وقد وصفت تلك الفترة بشديدة القسوة. أسست بوتو خلال الفترات التي قضتها خارج السجن للعلاج مكتبا لحزب الشعب الباكستاني في العاصمة البريطانية لندن، وبدأت حملة ضد الجنرال ضياء الحق. عادت بينظير بوتو إلى باكستان عام 1986، وتجمعت في استقبالها حشود جماهيرية ضخمة. وأصبحت رئيسة للوزراء بعد وفاة الجنرال ضياء الحق في انفجار طائرته عام 1988. أثار آصف زرداري زوج بينظير بوتو الكثير من الجدل خلال فترتي حكمها،كان لزرداري دور رئيسي أثناء حكم بينظير بوتو، واتهمته حكومات باكستانية عديدة باختلاس ملايين الدولارات من الدولة، وهي تهم ينكرها وتنكرها زوجته. كما اتهم بإيداع هذه الأموال في حسابات سرية في مصارف أوروبية متعددة، ويجادل محللون بأن "طمع زوج بوتو" قد سارع في سقوطها. غير أنه وبعد عشرة أعوام لم يتم بعد إثبات أي من نحو 18 تهمة بالفساد وارتكاب الجرائم أمام المحكمة على زرداري، وإن كان قد قضى 8 أعوام في السجن. أطلق سراح زرداري عام 2004 بكفالة بعد اتهامات بأن التهم الموجهة إليه واهية، ولن تؤدي إلى إدانة، وأنكرت بوتو بشدة الاتهامات الموجهة ضدها قائلة إن دوافعها سياسية. وواجهت بوتو حتى العفو عنها هذا الشهر خمس اتهامات على الأقل بالفساد، لم تدن في أي منها، لكنها أدينت عام 1999 بعدم المثول أمام المحكمة، إلا أن المحكمة العليا في باكستان نقضت هذا الحكم. وظهرت بعيد إدانتها شرائط تسجيل عن محادثات بين قاض وعدد من كبار مساعدي رئيس الوزراء حينها "نواز شريف" تبين القاضي يتعرض لضغوط لإصدار حكم الإدانة. غادرت بوتو باكستان في نفس العام بعد إدانتها بوقت قصير لتقيم في الخارج مع أولادها الثلاثة، فيما كان زوجها في السجن،وظلت تلاحقها حتى في الخارج التساؤلات حول ثروتها وثروة زوجها، وتقدمت بوتو باستئناف ضد إدانتها في المحاكم السويسرية بتنظيف الأموال. في المنفى الاختياري أقامت بوتو مع أولادها الثلاثة بعد خروجهم من باكستان في دبي بالإمارات العربية المتحدة، حيث انضم إليها زوجها بعد الإفراج عنه عام 2004. الجماعات الإسلامية في باكستان: محادثات بوتو مع مشرف خيانة للديمقراطية وكانت بوتو دائمة التردد على العواصمالغربية، لإلقاء محاضرات في جامعات ومؤسسات فكرية وللقاء مسؤولين حكوميين. ويقول مراقبون إن النظام العسكري الذي يحكم باكستان يرى في بينظير بوتو حليفا طبيعيا في محاولاته لعزل القوى الإسلامية والجماعات المسلحة التي ترعاها، غير أنها كانت قد اعتذرت عن قبول عرض من الحكومة بترؤس حزبها حكومة الوحدة الوطنية بعد انتخابات عام 2002، والتي حصل الحزب فيها على أغلبية الأصوات. وظهرت في العام الماضي كمنافسة قوية لتسلم السلطة في بلادها، ويعتقد البعض في باكستان أن المحادثات السرية الأخيرة التي أجرتها مع النظام العسكري هي بمثابة الخيانة للقوى الديمقراطية، لأن هذه المحادثات عززت قبضة الجنرال برويز مشرف على السلطة. فيما يقول آخرون إن الجيش قد يكون قد تغلب أخيرا على انعدام ثقته على مدى عقود طويلة ببوتو وحزبها ، وإن هذا يبشر الديمقراطية في البلاد بخير . وترى القوى الغربية في بينظير بوتو زعيمة تتمتع بشعبية ولها توجهات ليبرالية قد تضفي بالشرعية على حكم الجنرال مشرف في "الحرب على الإرهاب"، شرعية هو في أمس الحاجة إليها. عائلة بوتو ليست سعيدة وبينظير بوتو هي الأخيرة في حملة لواء التراث السياسي لوالدها، فشقيقها الأكبر مرتضى والذي كان يتوقع أن يلعب دورا متزايد الأهمية كزعيم للحزب فر بعد سقوط والده إلى أفغانستان الشيوعية حينئذ. ومن هناك ومن عواصم عديدة في الشرق الأوسط قاد جماعة مسلحة تحت اسم "ذو الفقار" ضد الحكم العسكري في باكستان. وفاز مرتضى وهو في المنفى في انتخابات عام 1993، وعاد بعدها بوقت قصير ليقتل بالرصاص في ظروف غامضة عام 1996. أما الشقيق الآخر شاهنواز والذي كان له نشاطه السياسي لكن دون اللجوء للسلاح فقد كان قد عثر عليه ميتا في شقته بالريفيرا الفرنسية عام 1985. خير الدين .ب / الشروق أون لاين. الوكالات