تواصلت ردود الفعل الدولية والعربية المتباينة تجاه ما يجري في مصر، مع تطور الأحداث في شوارع المدن المصرية، وبعد التعديلات التي أجراها الرئيس المصري حسني مبارك في قمة السلطة بتعيين اللواء عمر سليمان نائبا له، ووزير الطيران المدني الفريق أحمد شفيق رئيسا جديدا للحكومة. محمد/ ك - وكالات وفي هذا السياق، أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما نداء لضبط النفس في مصر، بعد اجتماعه مع مساعدي الأمن القومي لتقييم رد حكومة القاهرة على الاحتجاجات الواسعة التي تهدد استقرار البلاد. وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما كرر معارضته لاستخدام العنف، ودعا السلطة في مصر إلى ضبط النفس، واحترام حقوق الإنسان، والقيام بخطوات ملموسة من أجل الإصلاح السياسي في البلد. لكن أوباما لم يبد رد فعل على قرار الرئيس مبارك بتعيين نائب للرئيس للمرة الأولى منذ توليه السلطة قبل ثلاثين عاما تقريبا. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي قد قال إن الحكومة المصرية لا يمكنها الاكتفاء "بإعادة ترتيب الأوراق"، مؤكدا أن "كلمات الرئيس مبارك التي تعهد فيها بالإصلاح يجب أن يعقبها عمل"، مرددا دعوة الرئيس باراك أوباما لإجراء إصلاحات. وأردف كراولي أن "شعب مصر لم يعد يقبل الوضع القائم، إنه يتطلع إلى عملية لها مغزى لدعم إصلاح حقيقي"، موضحا القلق الأميركي بقوله "ما دام المحتجون في شوارع مصر، فإننا سنبقى نشعر بالقلق بشأن احتمال وقوع أعمال عنف، ومرة أخرى نحث جميع الأطراف على ضبط النفس". ومن جانبه، حض وزير الخارجية الكندي لورانس كانون في تصريح له الحكومة المصرية على القيام بإصلاحات، مجددا مناشدتها بضبط النفس والحفاظ على الأمن. وقال كانون "نحن نشجع على الديمقراطية، ونشجع الرئيس مبارك على مواصلة هذه المبادرة بالقيام بإصلاحات اقتصادية وديمقراطية، وبهذا يمكن إعادة السلام والاستقرار إلى المنطقة".وقال إن "إرادة الشعب التي يتم التعبير عنها في الشارع هي إجراء إصلاحات"، مضيفا "يعود إلى الرئيس مبارك أن يستمع لهذه الإرادة وأن يقوم بعدها بإصلاحات". أوروبيا دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مبارك إلى إجراء عملية تغيير، و"تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة"، وتفادي العنف "بأي ثمن". وفي بيان صدر من برلين، قال الزعماء الثلاثة "ندعو الرئيس مبارك إلى نبذ أي عنف ضد المدنيين العزل، وإلى الاعتراف بحقوق المحتجين السلمية... وإلى بدء عملية التحول التي ينبغي أن تتجسد في حكومة موسعة وفي انتخابات حرة ونزيهة". كما أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في أن تظهر القيادة والمجتمع في مصر مسؤولية وطنية، ودعا السلطات المصرية لبذل ما بوسعها لضمان أمن المواطنين الروس في مصر. أما وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني فقال إن العلاقات الجيدة التي تربط الحكومة الإيطالية بنظيرتها المصرية ستستمر مع الحكومة الجديدة التي كلف الرئيس المصري حسني مبارك الفريق أحمد شفيق بتشكيلها. وقال فراتيني إن "إيطاليا بنت علاقات صداقة قوية مع الشعب المصري، وإنها كانت شريكا أساسيا لمصر في الاتحاد الأوروبي وستبقى".