دعا الرئيس الغيني ألفا كوندي مساء أمس الأول الغينيين إلى "الهدوء والتهدئة" بعد أعمال عنف جديدة في كوناكري أسفرت عن سقوط قتيلين على الأقل وأكثر من مائة جريح منذ الأربعاء الماضي. ونزلت قوات الأمن إلى شوارع العاصمة كوناكري الواقعة في غرب القارة الإفريقية في محاولة لوقف أعمال العنف وفقا لما ذكره بيان أصدرته الرئاسة، وقال الرئيس كوندي عبر التلفزيون الحكومي "أتوجه إليكم لشجب أعمال العنف خلال مظاهرة 27 فيفري والأيام التي تلت" وأضاف أن على جميع التيارات تجنب الاستفزاز وعمليات الانتقام الشخصية، وطلب من الحكماء ورجال الدين وقوات حفظ النظام وأعضاء مجالس البلديات وقادة الأحزاب السياسية الدعوة إلى الهدوء والحوار على كل الأراضي الوطنية، وحسب شهود عيان فإن صدامات جرت بعد ظهر أمس الأول بين المالينكه والبول، أكبر مجموعتين إثنيتين في غينيا، أسفر عن سقوط 21 جريحا، ولم يعرف ما إذا كانت هذه المواجهة الجديدة مرتبطة بحوادث جرت الأربعاء والخميس الماضيين في عدد كبير من أحياء كوناكري أو مرتبطة بمظاهرة لمعارضين تطالب بشفافية في الانتخابات التشريعية المقررة يوم 12 ماي المقبل، وتهدف الانتخابات التشريعية التي طال تأجيلها وكان مقررا مبدئيا إجراؤها في ماي، إلى استكمال عملية انتقال إلى الحكم المدني بعد انقلاب عسكري وقع في 2008، وقد تفتح الطريق أمام حصول غينيا على مساعدات أوروبية يبلغ حجمها مئات الملايين من الدولارات، ولكن الاستعدادات للانتخابات تعرقلت بسبب ادعاءات المعارضة بأن الحكومة تسعى لتزوير النتيجة سلفا مما أدى إلى مأزق سياسي واندلاع احتجاجات متفرقة في الشوارع تحولت في أغلب الأحوال إلى أعمال عنف، للإشارة فقد أصدرت السفارة الأمريكية في غينيا بيانا مساء الخميس الماضي أبدت فيه قلق واشنطن من أعمال العنف ودعت إلى ضبط النفس.