عرض مؤخرا بالمسرح الجهوي بعنابة، قصة "مونسيرا" إحدى روائع الكاتب والروائي الفرنسي إمانويل روبلس، وهذا وسط حضور جماهيري غفير تابع باهتمام شديد أحداث العرض الذي يروي قصة القائد الإسباني "مونسيرا" الذي خان جيشه لأنه اقتنع بشرعية القضية الفنزويلية بعد أن وقعت فنزويلا تحت نير الاستعمار الإسباني. وتروي المسرحية كيف أن أساليب التعذيب المختلفة الأشكال الممارسة من طرف القائد "ايزكياردو" لم تفلح في جعل "مونسيرا" يعترف بمكان تواجد القائد الفنزويلي "بوليفار" الذي تحول إلى رمز لحرية وكفاح شعب رفض الخضوع للمستعمر. وحمل العرض رغم طابعه الكلاسيكي الكثير من الجماليات، التي شدت الحضور من أبرزها التنوع في الوجوه التي تقمصت شخصيات هذه المسرحية العالمية، التي ترجمت إلى العديد من اللغات ودخلت المسرح الجزائري لأول مرة سنة 1948 بمدينة وهران، وقدمت بحضور إمانويل روبلس هذا الكاتب والروائي الفرنسي الذي ولد بالباهية وهران وعرف بمناصرته للقضية الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي . والملفت في طبعة 2013 لهذه المسرحية التي أخرجها جمال قرمي وترجمها محمد فراح، هو عودة الطاهر لعميري، الذي كان منذ 65 سنة خلت قد تقمص دور البطل المحوري في المسرحية "مونسيرا"، ليؤدي اليوم شخصية "الأب أو ممثل الكنيسة" وعمره 86 سنة. وذكر رئيس التعاونية ومدير الإنتاج، السيد العوادي محمد، في حديث لوسائل الاعلام أن ما يميز المسرحية هو جمعها ما بين 5 أجيال من الممثلين المسرحيين بالجزائر، منهم شباب حديثي العهد بالمسرح وأسماء أخرى واكبت مسيرة المسرح الجزائري مثل الطاهر لعميري، عبد النور شلوش ونادية طالبي. وعن تقديم العرض بمسرح باتنة الجهوي تحضيرا للعرض العام الذي ينتظر أن يقدم يوم 6 مارس المقبل بمسرح "محيي الدين باشطارزي" بالجزائر العاصمة، أشار السيد العوادي الى أن الجمهور الذواق للمسرح بباتنة، وإقبال عشاق الفن الرابع بعاصمة الأوراس، رغم برودة الطقس شجع على تقديم العرض الأولي بباتنة