يحظى معرض أعلام ومعالم سوق أهراس الفنية والتاريخية والأثرية وزخم صناعاتها التقليدية، بإعجاب الجمهور الولاية الذي يحضر بكثرة الى المكان، وذلك في إطار التظاهرة المنظمة احياء لشهر التراث (18 أفريل -18 ماي). ويتنوع هذا المعرض الذي تحتضنه قاعة الأفراح "نور الدين جواد" بوسط المدينة، وذلك بمبادرة من مديرية الثقافة، حيث يلخص مسيرات وإبداعات شخصيات هذه المنطقة بدءا بأبولي دو مادور، الفيلسوف والخطيب الذي ألف عملا أدبيا بعنوان "الحمار الذهبي" المترجم إلى عديد اللغات. وأخذت هذه التظاهرة الزوار الى زوايا ضريح "سيدي مسعود" الأب الروحي للمدينة وأركان مسجدها "العتيق". وتروي اللوحات المعروضة ماضي هذه المنطقة بدءا من زيتونة "سانت أوغستين"، التي مازالت تحاكي بهيبتها يوميات أوغستين و تحتفظ بذكرياته إلى "كاف المصورة"، التي تكتنز لوحة باهرة وتحمل بين رسوماتها الصخرية إبداعات الإنسان باتجاه موقع خميسة وآثارها العريقة. وإلى تاورة "ثاغورة" أو مدينة الأساقفة الكاثوليك التي تغني آثارها عن كل سؤال، ثم إلى مادور اللبؤة المتربعة على تلال مداوروش مازالت سوق أهراس تؤرخ أنها مدينة الأمازيغ الأزلية. وغير بعيد عن مسقط رأس أبوليوس المادوري تظهر في أفق المكان سهول ومروج تيفاش العذراء. وفي زاوية أخرى من هذا التظاهرة التي تحمل شعار "التراث الثقافي والصمود"، يمكن للمتجول عبر أجنحتها على مدى شهر كامل التعرف على شجرة زيتونة القديس سانت أوغستين، التي تعتبر رمزا لطاغست وأصبحت ذات شهرة عالمية، لارتباطها بشخصية واضع أسس التفكير الكاثوليكي (354-430).وتوسطت هذه الشجرة مدينة طاغست وكانت أفضل مكان يقصده أوغستين من أجل التأمل والتفكير خاصة لوقوعها في تل يتميز بهدوء روحاني ملهم غير بعيد عن الزيتونة حيث بني ضريح الولي الصالح "سيدي مسعود". كما تبرز هذه التظاهرة صور لشخصيات أخرى مثل العالم شهاب الدين التيفاشي، الذي ترك عدة مؤلفات وصولا إلى كاتب ياسين ومصطفى كاتب والطاهر وطار، الذي كان يستذكر "بقار حدة" و"الحاج بورقعة". ويمكن للمتجول عبر أجنحة هذه التظاهرة أن يتعرف على "متحف مدينة سوق أهراس"، الذي استعمل في الفترة الاستعمارية كمركز أمني وبعد الاستقلال كمقر للمجلس الشعبي البلدي وهو حاليا في حالة نشاط مناسباتي حيث أقيمت به عديد معارض الفنون التشكيلية، و يعتبر من أهم البنايات بالنظر إلى طابعه المعماري المتميز و موقعه الاستراتيجي المتوسط للمدينة. وقد أصبح هذا المتحف معلما يستدل به لمن يجوب أحياء وشوارع المدينة .كما أنه شهد لحظات أفراح ومسرات "عقود قران" أغلب سكان طاغست.