تعاني قرية سليم التابعة لبلدية حيزر بالبويرة من عزلة خانقة فرضها مسؤولون تداولوا طيلة سنين على مختلف المجالس المنتخبة، ولم يستفد السكان سوى من أكوام وعود ومشاريع وهمية بقيت حبيسة الأدراج. كما أن هذه القرية الجبلية التي تبعد بثلاثين كيلومترا عن عاصمة الولاية، يشتكي سكانها من الكم الهائل من النقائص والمشاكل التي ظلت طيلة عقود تعكر صفو حياتهم وجعلتهم يعيشون يومياتهم على وقع جحيم روتيني لا يريد الزوال، ولعل أهم ما اشتكى منه السكان هو ذاك التذبذب المسجل في توزيع مياه الشروب، رغم أن المنطقة جبلية وتحتوي على عدة ينابيع طبيعية، إلاّ أن غياب استراتيجية لبناء خزانات جعل عشرات العائلات تبحث عن هذه المادة الحيوية بأي وسيلة حتى وإن استدعى الأمر شراء صهاريج المياه بمبالغ معتبرة وهذا ما أثقل كواهل أصحاب الدخل الضعيف. ويطالب هؤلاء السلطات المحلية بالتعجيل في حل المشكلة المذكورة، خاصة مع اقتراب حلول فصل الصيف، أين تزداد الحاجة الى هذه المادة الضرورية، وفي السياق ذاته، اشتكى هؤلاء من عدم ربط قريتهم بمادة الغاز الطبيعي الأمر الذي جعلهم يعيشون أحلك الظروف في الفترات الشتوية، خاصة إذا علمنا أن المنطقة مرتفعة وتتميز ببرودة لا تقاوم. ويأمل سكان القرية في أن يكون شتاء 2013 الأخير الذي يعيشونه دون دفء، حيث ظلّوا محرومين من الغاز الذي جرى استثناءهم منه بخلاف عديد المناطق المجاورة رغم تضاريسها الوعرة. وبات الحصول على قارورات غاز البوتان في مثل تلك الظروف يعتبر من المستحيلات السبع، كما أن المتجول بهذه القرية البسيطة يلاحظ غياب أدنى مرفق عمومي ولو مركز صحي بإمكانه تخليص السكان من عناء التنقل الى غاية عيادة البلدية بحيزر أو مستشفى عاصمة الولاية ولو من أجل تلقي علاج بسيط كأخذ حقن أو تضميد جروح. غياب المرافق الترفيهية زاد من معاناتهم من جهتهم، استنكر شباب المنطقة عدم تخصيص السلطات المحلية أي برامج لبناء ملاعب أو دور الشباب يمكن لها أن تنسيهم مرارة العيش وسط روتين قاتل وبطالة خانقة، كما عبر عديد أولياء تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي عن سخطهم تجاه المسؤولين الذين لم يتكرموا ولو بحافة للمئات من التلاميذ الذين يتحملون يوميا مشقة التنقل الى مقاعد الدراسة عبر قطع مسافات طويلة شتاء وصيفا. ويأمل السكان أن تجد انشغالاتهم الآذان الصاغية وتؤخذ بعين الاعتبار من أجل نفض غبار العزلة والتهميش عنها .إلى ذلك، أقدم العشرات من شباب عدة أحياء بالبويرة في الأيام الماضية على تنظيم احتجاج أمام مقر الولاية للمطالبة بحقهم في السكن، وفي هذا السياق ذكر هؤلاء المحتجون أن الأغلبية منهم أودعوا ملفاتهم منذ أكثر من 10 سنوات، إلاّ أن تماطل الإدارة على حد قولهم جعلهم يعيشون إلى حد الساعة في سكنات لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الكريمة، ونددوا بالسياسة التي تنتهجها السلطات في توزيع السكنات والتي تتم حسبهم على المحسوبية والمحاباة.