شهدت جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا، أمس الأول، تنظيم حفل لتكريم 120 عاملة نظافة بالجامعة، في مبادرة تعد الأولى من نوعها على مستوى الجامعات الجزائرية، وذلك تحت شعار "راكم في البال لتكريم صانعات الجمال"، والتي أجمع منظموها والمشاركون فيها، على أنها مبادرة خيرية تهدف أساسا إلى تثمين عمل هذه الفئة. وعرف الحفل الذي نظم من طرف فرع الاتحاد العام الطلابي الحر، بجامعة باب الزوار، بالتعاون مع المجموعتين الشبابيتين التطوعيتين "Muslim.dz"، و"دير الخير وانساه"، حضورا وتجاوبا طلابيا كبيرا، مع النشاطات والفعاليات التي قدمت خلال حفل التكريم، بدء بالمسابقة الفكرية، والوصلات الإنشادية المقدمة من طرف كل من فرقة الريان الإنشادية، وفرقة ......، بالإضافة إلى مونولوج قدمته شخصيات كوميدية معروفة في الأوساط الشبابية، على غرار أنس تينا، ورمزي ودادي من فرقة "Zanga production". أول مبادرة طلابية لتكريم عاملات الجامعة وأوضح رئيس فرع الاتحاد العام الطلابي الحر لجامعة باب الزوار، خالد خرار، في حديثه ل"المستقبل العربي"، أن هذه المبادرة تأتي في إطار اختتام الأسبوع العلمي الثقافي الرياضي، الذي نظمه الاتحاد تحت شعار "طالب راقي في أفكاري وأخلاقي"، والذي عرف على مدار أسبوع عديد النشاطات الموجهة أساسا للطلبة، بدء بحملة دعوية حول فضيلة الحجاب، تحت عنوان "قال قائل.. اخطيك من الحجاب"، ومن ثم المعرض الأول من نوعه في الجامعة، والمتعلق بعرض أقدم وأثمن 40 سيارة على مستوى القارة الإفريقية، بالإضافة إلى الحفل الختامي الذي عرف تكريم صانعات الجمال بالجامعة، والذي اعتبره خرار أول مبادرة طلابية لتكريم عاملات الجامعة، موضحا أن الهدف منها على غرار باقي النشاطات، هو تقديم بديل هادف في أطر الأخلاق والأصالة الإسلامية، والجزائرية، وكذا الرقي بمستوى الطالب، إلى الأحسن، بالإضافة إلى تقديم نموذج متميز للنشاطات الهادفة. "الفكرة جديدة في مجتمعنا.. وهدفنا تثمين مجهودات صانعات الجمال" ومن جهتهم، عبر كل من أحمد ولد قاسم، من مجموعة "Muslim.dz" التطوعية، وعصام سبتي من المجموعة التطوعية "دير الخير وانساه"، وهم أصحاب فكرة تكريم صانعات الجمال، على أنهم عملوا بالتعاون مع الاتحاد العام الطلابي الحر على تجسيد هذه الفكرة، عرفانا بالمجودات التي تبدلها عاملات النظافة بالجامعة، واحتراما وتقديرا لهن من جهة، ومن جهة أخرى بغية لفت أنظار الجهات الأخرى من مسؤولين وغيرهم، إلى هذه الفئة التي تحتاج، وتستحق التكريم. كما أضاف محمد ثيثوم، من مجموعة "Muslim.dz" التطوعية "أردنا من خلال مبادرة راكم في البال.. لتكريم صانعات الجمال، أن نقول لعاملات باب الزوار أنهن في البال، كما أردنا أن نقول للجميع أنهن لسن -زبالات- كما يقال بل هن من يصنعن جمال جامعتنا، ولنتخيل فقط كيف ستكون الجامعة بدونهن"، مضيفا بأن هذه الفكرة الجديدة في جامعاتنا، وفي مجتمعنا الجزائري بشكل عام، ترمي إلى تثمين الجهود الجبارة التي تبدلها هذه الفئة، خاصة وأن هذه الأخيرة هي فئة ضعيفة في مجتمعنا الذي لا يعي فعلا قيمتها، داعيا الشباب الجزائري إلى المساهمة في مثل هذه الأعمال الخيرية، والتحرك في العمل التطوعي بشكل عام، من أجل خدمة الصالح العام. المشاركون: " الفئة مهمشة في مجتمعنا.. وعلينا إعطاؤها حقها من الاحترام" أما عبد الرحمن طاجين من فرقة الريان الإنشادية، التي شاركت في الحفل، فقد رحب بمثل هذه المبادرات، مؤكدا أن فرقته لبت الدعوة رغم ضغط العمل، وذلك فقط من أجل وضع بصمتها في هذا العمل الخيري. وفيما يخص وضع عاملة النظافة في مجتمعنا يقول عبد الرحمن أن مجتمعنا يحتقر عاملة النظافة، كما أن هذه الأخيرة تفتقر لأبسط حقوقها، حتى بالنسبة للكلمة الطيبة، مذكرا بأن هذه المرأة كغيرها هي أم، أخت، زوجة، وبنت، وعلينا إعطاؤها اهتماما واحتراما أكبر، خاصة وأن الظروف المعيشية الصعبة هي التي دفعت بهن لامتهان هذا العمل. في حين عبر الممثل الكوميدي أنس تينا، عن أن هدفه من خلال هذه المشاركة هو إدخال البسمة على قلوب العاملات المكرمات، وكذا نزولا عند رغبة الطلبة، مؤكدا على قيمة العمل الذي تقوم به صانعات الجمال، حيث يقول "نحن الزبالون، وهم من ينظف، وعلينا أن نعطيهم قيمتهم التي أعطاهم إياها ديننا، والتي تتجلى بوضوح في مجتمعنا"، وهو نفس الرأي الذي قدمه رمزي من فرقة "Zanga production"، الذي أكد أن فرقته اختارت مواجهة جمهورها لأول مرة على المسرح، من خلال هذه المشاركة، بعد أن كانت أعمالها تعرض فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي.