مع قرب انعقاد المؤتمر العام لجبهة القوى الإشتراكية المقرر له عقده أيام 23 و24 و25 ماي الجاري، لإيجاد خليفة للزعيم حسين آيت أحمد المستقيل من رئاسة الحزب، يطرح سؤال جوهر هل يمكن أن يمر المؤتمر بسلام ويتم إيجاد خليفة بخاصية أسطورية داخل الحزب، حيث تسلك الأفافاس سلوك حمس التي سُلم مشعل القيادة فيها لمقري خلفا لأبو جرة، أما أن الآلة الديمقراطية فتتعطل مثلما هو الحال في الأفلان والأرندي. رغم المؤاخذات الكبيرة التي في سجلت في شباك حركة مجتمع السلم، ومنها عدم إقرارها بالفشل وتحميل السلطة وحدها العثرات وتبنيها النجاحات، وترديدها في كل مرة أنها كانت في الحكومة و لم تكن في الحكم، هو عذر أقبح من ذنب، إلا أن حركة محفوظ نحناح يشهد لها بالرزانة والثبات في مؤتمرها العام الأخير بالقاعة البيضاوية، حيث تم انتخاب عبد الرزاق مقري رئيسا دون تحفظات أو إعتراضات، رغم لعبة الكواليس التي جرت بين مقري وسعيدي هو أمر مشروع في اللعبة الديموقراطية. إذن التساؤل هل يمكن لأقدم حزب معارض في الجزائر أن يفعلها ويختار ديموقراطيا خليفة للدا حسين الذي مسك بزمام الحزب لعقود كثيرة، وصار من الصعب ايجاد من يخلفه رغم وجود وجوه مرشحة لتولي المنصب، وأن الحزب سيعرف انتكاسة مثلما هو الحاصل في الأفلان والأرندي، فالأول ومنذ نهاية جانفي تاريخ حجب الثقة على أمينه العام عبد لعزيز بلخادم دخل في متاهمة ونفق مظلم ليس من الظاهر وعلى الأقل في الوقت القريب الخروج منه، فالتجاذبات كثيرة والتيارات متعددة، والأمر يكاد يكون مشابها، في الأرندي الذي لم يجد من يخف أمينه العام أحمد أويحيى الذي رمى المنشفة بإستقالة مدوية. أنهى حزب جبهة القوى الاشتراكية التحضيرات الخاصة بالمؤتمر الخامس، المزمع عقده أيام 23 و24 و25 ماي الجاري، لإيجاد خليفة للزعيم حسين آيت أحمد المستقيل من رئاسة الحزب، بينما يسود شبه إجماع على إسناد المهام لقيادة جماعية تعوض مناضلا بحجم آيت أحمد.