أنهى حزب جبهة القوى الاشتراكية التحضيرات الخاصة بالمؤتمر الخامس، المزمع عقده أيام 23 و24 و25 ماي الجاري، لإيجاد خليفة للزعيم حسين آيت أحمد المستقيل من رئاسة الحزب، بينما يسود شبه إجماع على إسناد المهام لقيادة جماعية تعوض مناضلا بحجم آيت أحمد. تفصل عشرة أيام عن عقد المؤتمر الخامس للأفافاس، وهو أول مؤتمر منذ تأسيس الحزب سنة ,1963 ويضم في جدول الأعمال أهم رهان معلق عليه مصير أول تشكيلة سياسية معارضة في الجزائر المستقلة، ويتعلق الأمر بمن سيعوض الزعيم آيت أحمد، الذي أعلن انسحابه من رئاسة التشكيلة قبل أربعة أشهر، لدواع لخصها في مقتضيات ''دورة الحياة''، التي بدت وكأنها قتلت طموح العناصر القيادية التي تعاقبت على السكرتارية الأولى في تولي منصب الرجل الأول في الأفافاس، من حيث أن السباق لاستخلاف الزعيم الروحي للحزب غير متقد بالرغبة في ''كرسي'' شارع سويداني بوجمعة، كما يحصل عادة في كواليس مؤتمرات الأحزاب السياسية، لكن الظاهر أن رسالة الانسحاب التي وقعها الدا الحسين قد رسمت بدقة مسار المؤتمر، حتى وإن كان ''صاحب العرس'' غير مرشح لاستخلاف نفسه، من حيث أقر آيت أحمد من سويسرا ''بالقيادة الجماعية للحزب''، الأمر الذي أثنى محاولات البعض ممن يهمهم أمر الترشح عن تقديم أنفسهم خلفاء لآيت أحمد، فلم يظهر أي اسم ولم تطرح أي شخصية سواء في العلن أو في الكواليس. وأوضح المكلف بالإعلام في الحزب، شافع بوعيش، ل''الخبر''، أن التحضير للمؤتمر الذي سيحتضنه فندق مازافران، بالعاصمة، قد أنهي، وقال إن زعيم الحزب حسين آيت أحمد سيحضر المؤتمر ''من أجل تسليم المشعل''، بينما أقر مشروع القانون الأساسي المقترح أمام المؤتمرين وعددهم 1000 مؤتمر، انتخاب قيادة جماعية للحزب، تسمى ''الهيئة الرئاسية''، تعوض رئيس الحزب، وتتكون من خمسة قيادات ينتخبهم المؤتمرون، وتختار الهيئة الرئاسية بدورها الأمين الوطني الأول للحزب، لكنها تحتفظ بصفتها الرئاسية. وبشأن الدافع إلى هذا الخيار''الهيئة الرئاسية''، قال بوعيش إنه ''لا نرشح شخصا لأنه لا أحد يستطيع تعويض رجل بحجم آيت أحمد بتاريخه وماضيه ونضالاته.. وسنعمل بمقترح الهيئة الرئاسية، وربما في المستقبل نكون قد توصلنا إلى إيجاد شخصيات ذات وزن يمكنها حمل المشعل كاملا''. ويعتبر المسؤول بالأفافاس أن الحزب في مرحلة انتقالية، فرضها إعلان انسحاب رئيس الحزب، وقد أنهت لجنة تحضير المؤتمر عملها، كما تم إنهاء عملية انتخاب المندوبين عبر الولايات، ونظمت اجتماعات أمس وأول أمس للمندوبين بغرض توزيعهم على ورشتين: ورشة القانون الأساسي وورشة اللوائح السياسية والاجتماعية. وسيعرض القانون الأساسي الجديد المتضمن القيادة الجماعية للحزب، على المؤتمرين الذين ينتخبون خمسة أعضاء ضمن قوائم مغلقة. وظهر من خلال التحضيرات أن هناك توجها غالبا للعمل برسالة رئيس الحزب بمناسبة إعلان انسحابه، من حيث انتخاب قيادة جماعية للأفافاس، تعوضه في الصلاحيات التي يحوز عليها الرئيس. وتفيد قراءات بشأن مبررات بلورة قيادة جماعية للحزب، أنه يصعب استخلاف رجل بحجم آيت أحمد الذي حافظ بكاريزميته على التوازنات داخل الأفافاس لعقود طويلة، ويخشى من انسحابه حدوث ارتباك يفقد التشكيلة السياسية توازنها ما لم تكن هناك مواقف متوازنة تحوز كلها صفة القيادة، تفاديا للانفراد بالقرارات.