قال رئيس المجلس الشعبي الوطني الدكتور محمد العربي ولد خليفة إن التعليم والتكوين والبحث العلمي بالجزائر يمثل اكبر واهم استثمار لإنشاء الثروة الحقيقية المعتمدة على المعرفة ومقياسها الاول هو قدرة النخبة على الابتكار والتجديد والاختراع، موضحا ان الوفرة المالية الراهنة في البلدان المصدرة للطاقة، وفي الجزائر بوجه خاص، ليست دائمة ولا مضمونة فالكفاءة والمهارات والحكم الراشد هو الذي ينشئ الثروة وينميها على المدى الطويل على حد قوله . واوضح ولد خليفة امس، بالمجلس الشعبي الوطني بمناسبة اليوم البرلماني حول موضوع "مخرجات التعليم والاقتصاد الوطني" الواقع والتحديات، ان مؤسسات التكوين المدرسي والجامعي في بلادنا تواجه عزلة "مصطنعة" عن محيطها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وفي بعض الحالات تكاد تتحول الى ما يشبه الدير الذي يتعاقب عليه القساوسة ويكررون نفس الطقوس والمراسيم، وذلك بسبب –يقول العربي- قدم وعدم تلاؤم التشريعات التي تحكمها بالإضافة الى ندرة او على الاصح انعدام وسائل التثقيف خارج المدرسة. كما اكد رئيس الغرفة السفلى، أن اختيار يوم 19 ماي 1956 لعقد هذا اللقاء جاء للتذكير بتضحيات مختلف فئات الشعب من النساء والرجال، الشباب والاقل شبابا وانخراطهم الطوعي في موكب ثورة التحرير الكبرى تلبية لنداء اول نوفمبر التاريخي، مشيرا إلى انهم تخلوا جميعا عن مقاعد المدرسة ومدرجات الجامعة لخوض المعركة الفاصلة مع العدو الكولونيالي وعهده المظلم، واضاف ان هناك اتفاق على ان نظام التربية والتعليم العالي هو نقطة الانطلاق للتحرر من التخلف الثقافي وتسريع وتيرة التنمية والتحرر التدريجي من التبعية في ثلاث قطاعات رئيسية هي الصناعة والفلاحة والخدمات، معتبرا ان الطريق الى ذلك يبدا بتوطين المعرفة والتكنولوجيات والحرص على الاستثمار في البحث العلمي النظري والتطبيقي. وفي سياق ذي صلة، قال ولد خليفة "اننا نعرف وبحكم تجربتنا المتواضعة في قطاعي التربية والجامعة اثبتت ان المنظومة كلها تقع في صميم اشكالية التخلف الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ،وهي مطالبة من جهة بتصميم حاضر ومستقبل مغاير للواقع ، وعلى نظامنا التربوي والجامعي ان يختار اما الاقتصار على تكوين نخبة الامتياز واما النشر الافقي للتعليم والتكوين العالي".