أكد المشاركون في الأمسية التي نظمتها جمعية العلماء المسلمين، أمس الأول، ببئر مراد رايس، على أهمية فصل الصيف بالنسبة للأسرة، حيث اعتبروه من المواسم الأساسية التي يمكن استغلالها في تدارك ما فات، والاستفادة والاستعداد إلى ما هو آت، وهذا من خلال تقديمهم، لمجموعة آليات وطرق من شأنها أن تحقيق ذلك. تعد العطلة الصيفية، من أطول الفترات التي تمر علينا دون أن تكون لدينا خلالها مسؤوليات عمل أو دراسة، فبالإضافة إلى كونها عطلة لكل الأبناء المتمدرسين، هي تمثل أيضا عطلة عمل لدى كثير من الآباء والأمهات، ما يجعل وقت الفراغ فيها طويلا جدا. ورغم طول فترة هذه العطلة إلا أن تفكير الغالبية في طرق تمضيتها ينحصر في التسلية، الراحة، والترفيه، وغالبا ما تغيب عن الأذهان مسألة استغلال هذه الفترة لتحصيل فوائد معينة، من خلال الجمع بين الراحة والترفيه، ومختلف النشاطات التي من شأنها أن تضيف شيء ذا فائدة، للرصيد العلمي، والثقافي، للفرد وهذا ما سعت إليه لجنة المرأة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، من خلال الأمسية التي نظمتها أمس الأول تحت عنوان "الاستغلال الأمثل للصيف"، والتي نشطها كل من الشيخ يحيى بوشابو، وهو إمام مسجد عين البنيان، ومدير مدرسة شرعية، وأستاذ علم الاجتماع والتربية إسماعيل دباح، والتي عرفت حضورا نسويا معتبرا. يحيى بوشابو: "وقتنا في الحياة محدود.. وعلينا استغلاله في العبادة وتطوير الذات" وبدأ الشيخ يحيى بوشابو مداخلته مشددا على أهمية الوقت في الحياة، وذلك من خلال التذكير بسبب وجود الإنسان على هذه الأرض، حيث يقول "نحن في هذه الحياة الدنيا نجري اختبارا من أجل الفوز بالجنة، ولدينا وقت محدد لذلك، وبالتالي على الإنسان أن يتحكم جيدا في تسيير هذا الوقت خاصة وأنه سريع الانقضاء، ولا ينتظر أحدا، كما أنه إذا فات لا يعوض"، ويضيف أنه من أجل أن يستفيد الإنسان من وقته حق الاستفادة، عليه اغتنام مثل هذه الفرص التي تتسنى له خلال العطل، حيث تنقضي المشاغل، خاصة في فصل الصيف الذي هو أطول عطلة يحصلها الإنسان. وعن كيفية الاستغلال الأمثل للوقت خلال فترة الصيف، اختار الشيخ بوشابو في حديثه التركيز على الجانبين الروحي والعلمي، عن طريق اقتراح ما أسماه سر من أسرار النجاح، وهي تخصيص ثلاث ساعات في اليوم زيادة على مختلف النشاطات التي يمكن أن يقوم بها الإنسان خلال عطلته، بحيث يخصص ساعة للعبادات والنوافل، وساعة للدعوة إلى الله عز وجل، وساعة أخرى للقراءة، باعتبارها مفتاحا لتعبئة الرصيد المعرفي وتطوير الذات. أستاذ علم الاجتماع والتربية: "عطلة الصيف فرصة للاستدراك.. وينبغي الجمع بين الترفيه والفائدة" ومن جهته اعتبر أستاذ علم الاجتماع والتربية، إسماعيل دباح في مداخلته، الصيف مرحلة للاستدراك، لدى الكبار والصغار، خاصة ممن تأخذ مشاغل الحياة والعمل والدراسة جل وقتهم، حيث اقترح على الحاضرات أن يحرصن على تقسيم وقت عطلة الصيف وفق ثلاث محاور، يخصص الأول تدارك جوانب العبادات كالإكثار من النوافل، وحفظ القرآن، وتعلم العلوم الشرعية، في حين يخص المحور الثاني للقراءة والتعلم والتثقف، وكذا مساعدة الأبناء على عدم نسيان ما تعلموه خلال السنة الدراسية، وفي هذا الصدد يقول "تثبت الدراسات أن عطلة الصيف هي أكثر فترة تؤثر سلبا على التحصيل الدراسي للأطفال، حيث ينسون جزء كبير مما تعلموه خلال السنة الدراسية، منشغلين بالتسلية والترفيه، وبالتالي على الأولياء ألا يغفلوا هذا الجانب، وذلك عن طريق المحافظة على جو المطالعة والقراءة قائما في البيت حتى في أيام العطلة"، أما بالنسبة للمحور الثالث، يرى الأستاذ دباح أنه ينبغي أن يشمل الترفيه والسياحة، شرط أن تكون مفيدة، ناصحا الأمهات باختيار الأماكن التي يتوجهون إليها في الصيف، كالمتاحف والأماكن الأثرية، ليتمكنوا من الجمع بين الترفيه والفائدة. وفي ذات السياق، طالب المتحدث الأولياء بالمساهمة والمشاركة في مثل هذه النشاطات التي تنظمها الجمعيات، وكذا الضغط عليها من خلال اقتراح أفكار لنشاطات جديدة، والمشاركة فيها. المنظمون: "هدفنا توعية وترشيد المرأة لما فيه فائدة لها ولأسرتها" ومن جانبها أوضحت الأخت عائشة التي كانت من بين منظمات هذه الأمسية أن لجنة المرأة تسعى من خلال هذا النشاط إلى توعية الأمهات والفتيات، بضرورة استغلال وقت الصيف فيما ينفعهن وأسرهن، خاصة وأن كثيرات يمضينه جالسات أمام التلفاز، ومن تم ترشيدهن إلى طرق عملية تساعدهن على تحقيق نتائج إيجابية توفر لهن الراحة والترفيه، وكذا الفائدة والتعلم. كما أوضحت المتحدثة أن لجنة المرأة حريصة دائما على تنظيم ندوات وأمسيات بشكل دوري، للارتقاء بالمرأة الجزائرية، من خلال طرح أفكار ومواضيع تصب في فائدة المرأة والأسرة.