أفاد بيان صادر عن التنظيم الارهابي المسمى " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " أن الرهائن الفرنسيين الخمسة الموجودين لديه، بعد إعدام سادسهم في مارس الماضي أثناء المعارك التي جرت بين القوات الفرنسية والتشادية مع مسلحي التنظيم في مرتفعات جبال إيفوغاس شمال مالي لا يزالون على قيد الحياة. وجاء في البيان المذكور الذي وقعه أمير منطقة الصحراء في تنظيم القاعدة يحيى أبو الهمام حسبما ما أفاد به من قدم نفسه على أنه متحدث باسم التنظيم- أنه يطمئن أهالي المختطفين الفرنسيين على سلامتهم، أين تعهد التنظيم ببث شريط مصور قريبا يظهر فيه الفرنسيون الخمسة، مع ثلاثة غربيين من جنسيات مختلفة يحتفظ بهم التنظيم منذ نوفمبر 2011. وورد في البيان أيضا أن التنظيم ظل طيلة السنوات ال 03 الماضية منفتحا على المفاوضات وقدم مطالب مشروعة بشأن الرهائن الفرنسيين، ولكن انفتاحه قوبل برفض فرنسي أحيانا وتجاهل وعدم مبالاة في أحيان أخرى. متهما الحكومة الفرنسية بشن حرب مالي من أجل تحقيق بعض الأهداف، منها التخلص من ملف رهائنها عبر تصفيتهم بنفس الطريقة التي تم بها إنهاء ملف ميشال جرمانو الذي قتل بعد عملية عسكرية ضد معاقل القاعدة في شمال مالي، وذلك لما يسببه بقاء الرهائن لدى التنظيم من حرج كبير للحكومة الفرنسية، إذ يعمل أربعة من هؤلاء الرهائن في شركة أريفا الفرنسية العاملة في النيجر، أين تم اختطافهم في خريف العام 2010، أما الخامس فتم اختطافه رفقة زميله السادس في نوفمبر 2011 ببلدة همبوري شمال مالي. أما الغربيون الثلاثة الآخرون فتم اختطافهم من مدينة تمبكتو في نوفمبر 2011، وهو كندي، وسويدي، وبريطاني جنوب إفريقي. كما يدل توقيع البيان المتعلق بالرهائن الفرنسيين من طرف أمير منطقة الصحراء على أن المسؤولية عن ملفهم انتقلت إلى قيادة التنظيم بمنطقة الصحراء، بعدما كان الملف بيد قائد كتيبة طارق بن زياد عبد الحميد أبو زيد " محمد غديري ". ويعتقد بأن أبو زيد قتل في غارة فرنسية أواخر فيفري الماضي على أحد معاقل التنظيم في جبال إيفوغاس. لكن لا يعرف إلى حد الساعة مصير الكتيبة التي كان يقودها أبو زيد، وما إذا اندمجت بالفعل في إحدى كتائب التنظيم الأخرى، أو تم اختيار قائد جديد لها. وتعتبر كتيبة طارق بن زياد إحدى أهم وأقوى مجموعات تنظيم القاعدة، وأكثرها نشاطا في السابق بشمال مالي، وخصوصا فيما يتعلق بخطف الرهائن الغربيين. ولا يعرف حتى الآن مكان احتجاز الرهائن الفرنسيين، حيث كان الاعتقاد السابق بأنهم موجودون في مرتفعات بأقصى الشمال الشرقي من مالي، ولكن القوات الفرنسية والتشادية فشلت في العثور على ما يدل عليهم، كما أن الرئيس التشادي نفسه سبق وأن أكد أنهم لم يعودوا موجودين داخل التراب المالي. ورغم تلك التأكيدات – تقول مصادر - فإنه لا شيء يضمن عدم وجودهم فعلا في صحراء مالي الشاسعة، حيث ما زالت تحتضن عددا غير معروف من نشطاء وعناصر تنظيم القاعدة وحركة التوحيد والجهاد وكتيبة "الموقعون بالدم" الذين يقومون بين الفينة والأخرى بعمليات مسلحة هنا وهناك.