أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه كان على الحكومة السورية أن تفهم ضرورة إجراء تغييرات جذرية في الوقت المناسب لمنع ما حدث في البلاد. وفي حديث له قال: "كانت التحولات الجذرية قد نضجت في سوريا وكان على الحكومة السورية أن تلمس ذلك في وقته وأن تبادر إلى اجراء التغييرات المطلوبة...هذا أمر واضح، ولو كانوا قد فعلوا ذلك حينها لما حدث ما حدث"، وجدد بوتين التأكيد على أن روسيا ليست "محاميا عن الحكومة السورية الراهنة وعن الرئيس الحالي بشار الأسد" مضيفا "لا نريد أن نتدخل في العلاقات بين الشيعة والسنة"، في السياق صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن تساهل الغرب مع طلبات المعارضة السورية بتسليحها يعمل على إحباط الجهود الرامية إلى عقد مؤتمر "جنيف-2" حول سوريا، وقال إن موقف المعارضة السورية يتلخص في أنها لن تحضر المؤتمر إلا بعد استعادة التوازن العسكري على الأرض، وأضاف: "لكن إذا أخذنا هذا المعيار بعين الاعتبار فلن يعقد هذا المؤتمر أبدا"، وأضاف: "أعتقد أن التساهل مع طلبات المعارضة بتسليحها حتى تسيطر على أية مناطق إضافية يعني العمل على منع عقد المؤتمر" مشيرا إلى أن موسكو تلح على دعوة جميع جيران سوريا والدول المؤثرة في المنطقة مثل إيران ومصر لحضور المؤتمر، من جهتها قالت فرنسا أمس إنه من المرجح أن تقاطع المعارضة السورية محادثات السلام المقترحة مع حكومة الرئيس بشار الأسد ما لم توقف قواته تقدمها نحو حلب معقل مقاتلي المعارضة، وتحتشد قوات الأسد حول حلب استعدادا لشن هجوم لاستعادة المدينة والاستفادة من المكاسب الميدانية التي أمالت الكفة في الصراع في سوريا لصالح الأسد وحليفه حزب الله، وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لقناة فرنسية "يجب أن نمنع هذا لأنه اذا لم تتم استعادة التوازن في الوضع على الأرض فإنه لن يكون هناك مؤتمر في جنيف لن توافق المعارضة على الحضور"، وتحاول الولاياتالمتحدةوروسيا عقد مؤتمر تحضره حكومة الأسد ومعارضوه في جنيف في جويلية المقبل لكن لاتزال هناك خلافات بشأن عدة قضايا يجب تسويتها حتى يتسنى بدء المحادثات، وتعد فرنسا من بين عدة دول غربية منها الولاياتالمتحدة وبريطانيا تقول إن الاسد فقد شرعيته كحاكم لسوريا لكنها تحجم عن تسليح مقاتلي المعارضة خشية أن يتولى اسلاميون متشددون الحكم، وقال فابيوس "بالنسبة لجنود المقاومة يجب أن تكون لديهم أسلحة لأن الأسد لديه طائرات وأسلحة قوية واستخدم أسلحة كيماوية، يجب ألا نسلحهم من أجل التسليح فقط ولكن يجب أن تكون هناك إعادة للتوازن، وأضاف أن باريس ستحترم اتفاقا داخل الاتحاد الأوروبي بعدم تسليح مقاتلي المعارضة قبل الأول من أوت المقبل وذكر أنه تحدث إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشأن هذه المسألة.