اكّدت صحيفة »ذا صن« البريطانية أمس، أنّ موسكو دفعت بعشرات الآلاف من جنودها نحو سوريا، وذكرت بأن إيران من جانبها أوفدت آلاف المدربين والمقاتلين إلى هناك لدعم نظام الرئيس بشار الأسد. قالت الصحيفة استنادا إلى من وصفتهم ب»المسؤولين الاستخباراتيين« إن موسكو أرسلت أيضا مستشارين عسكريين وخبراء تقنيين إلى سوريا يتولى الكثير منهم إدارة أنظمة دفاعاتها الجوية، في وقت حذّر فيه قادة الدفاع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، من حرب باردة جديدة مع روسيا بحسب الصحيفة. وأشارت المعلومات التي سرّبها المسؤولون لل»صن« أن وجود القوات الروسية في سوريا يعني أنّ خطة كاميرون لتسليح المعارضة السورية ستؤدي إلى مواجهة مباشرة مع الرئيس فلاديمير بوتين، حيث نسبت الصحيفة إلى مصدر في الحكومة البريطانية قوله إن سوريا هي الآن عش الأفاعي، أين لا تتم مواجه قوات الأسد فقط، ولذلك سيكون تسليح المعارضة السورية الخطوات الأولى في حرب بالوكالة مع روسيا وكذلك إيران، مشيرا إلى أنه تمّ إعلام رئيس الوزراء كاميرون بذلك، والذي يجري محادثات مع نظيره الأميركي جون كيري، حول سوريا. من جانبه، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن تساهل الغرب مع طلبات المعارضة السورية بتسليحها يعمل على إحباط الجهود الرامية إلى عقد مؤتمر »جنيف 2« حول سوريا. وقال الوزير الروسي إنّ موقف المعارضة السورية يتلخّص في أنّها لن تحضر المؤتمر إلا بعد استعادة التوازن العسكري على الأرض، مضيفا أنه إذا أخذ ذلك المعيار بعين الاعتبار فلن يعقد المؤتمر أبدا، وحذّر من أنّ التساهل مع طلبات المعارضة بتسليحها حتى تسيطر على أية مناطق إضافية يعني العمل على منع عقد المؤتمر. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكّد في مقابلة صحفية أجريت أمس الأول، أنه كان على الحكومة السورية أن تفهم ضرورة إجراء تغييرات جذرية في الوقت المناسب لمنع ما حدث في البلاد، وجدد بوتين التأكيد على أن روسيا ليست محاميا عن الحكومة السورية الراهنة وعن الرئيس الحالي بشار الأسد، موضحا أن موسكو لا تريد أن تتدخل في العلاقات بين الشيعة والسنة. من جهتها، قالت فرنسا أمس إنه من المرجح أن تقاطع المعارضة السورية محادثات السلام المقترحة مع حكومة الرئيس بشار الأسد ما لم توقف قواته تقدمها نحو حلب معقل مقاتلي المعارضة. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لقناة »فرانس 2« التلفزيونية إنه يجب منع هذا لأنه إذا لم تتم استعادة التوازن في الوضع على الأرض فإنه لن يكون هناك مؤتمر في جنيف، ولن توافق المعارضة على الحضور، وأكّد فابيوس أنه بالنسبة لجنود المقاومة يجب أن تكون لديهم أسلحة لأن الأسد لديه طائرات وأسلحة قوية واستخدم أسلحة كيماوية، ويجب ألا يتم تسليحهم من أجل التسليح فقط ولكن يجب أن تكون هناك إعادة للتوازن. يشار إلى أن التلفزيون الإيراني الرسمي نقل أمس عن نائب لوزير الخارجية الإيراني قوله إن بلاده تلقت الدعوة لمؤتمر »جنيف 2« الذي يهدف الى إنهاء الحرب في سوريا، حيث قال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية إن طهران تلقت دعوة شفهية للمشاركة في مؤتمر جنيف الثاني، مشيرا إلى أن بلاده جزء مهم من حل الأزمة في سوريا، بينما لم يذكر الجهة التي وجهت الدعوة لكنه قال إن إيران سترد بعد أن تتلقى دعوة مكتوبة. على صعيد آخر، ذكر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أنه بالرغم من أن كل الخيارات ما زالت مطروحة على الطاولة في ما يتعلق بالتعاطي مع الأزمة السورية فثمة استثناء واحد وهو أنه لن يتم إرسال جنود أميركيين إلى ذلك البلد. وقال كارني خلال مؤتمر صحافي إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يقيم الخيارات بشأن سوريا منذ بعض الوقت والتركيز ينصب حول كيفية تحقيق هدف واشنطن وهو التوصل إلى تسوية سياسية قائمة على التفاوض بالطريقة الأفضل. هذا وأكّد البيت الأبيض أن الأسلحة التي أرسلتها الولاياتالمتحدة مؤخرا إلى الأردن غير موجهة ضد سوريا، مشيرا إلى أنّ طائرات »أف 16« وصواريخ »باتريوت« التي تشارك في مناورات »الأسد المتأهب« الأمريكية الأردنية السنوية المشتركة، غير مرتبطة بسوريا أو أية خطط بخصوصها. وبخصوص التطورات الميدانية في الداخل السوري، أفادت تقارير صحفية أن قوات النظام السوري بدأت تتقدم في أحد أحياء مدينة حمص وسط البلاد الذي يشهد اشتباكات عنيفة، في محاولة منها للسيطرة على كامل المدينة لا سيما الأحياء المحاصرة منذ أكثر من عام وذلك وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.