فتح عدة فلاحي، المستشار الإعلامي السابق بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، النار على السلفيين في الجزائر حيث اتهمهم ب"التخطيط للاستيلاء على مؤسسات الدولة الرسمية والمؤسسات الدينية". وأكد فلاحي، في تصريح له، بأن خطر السلفيين على الدولة والمجتمع يكمن أولا في ادعائهم "امتلاك الحقيقة المطلقة، والآخرون على ضلالة، وثانيا إتباع هؤلاء لمرجعيات في الخارج مما يجعلهم أداة سهلة لصناعة الفتنة بين الجزائريين، وكذا رفضهم لمظاهر الحداثة والفنون، واحترام القانون، وتولي المرأة لمناصب الشأن العام، كما أن أدبياتهم وأشكالهم غريبة عن المجتمع الجزائري"، على حد تعبيره. من جهته، يرى الشيخ عبد الفتاح عبد الفتاح زراوي حمداش، الناطق الرسمي باسم حزب "جبهة الصحوة الحرة"، غير المعتمد، بأن التيار السلفي يحظى بقبول شعبي كبير، مضيفا بأن هذا التيار يتعرض إلى "مضايقات" أمنية كبيرة، وحملة "تشويه واسعة"، للنيل منه ومن مشروعه. وأوضح زراوي، بأن السلطة ترفض اعتماد الحزب "لأنها تدرك بأنه لو سمح له بالنشاط فسيحصل على الأغلبية خلال ثلاث سنوات فقط، فللتيار السلفي قوة علمية ودعوية وجماهيرية في جميع الولايات، لا يستطيع أحد إنكار ذلك". كما يعتقد عبد الفتاح، بأن خصوم التيار السلفي يتحركون بخلفيات مذهبية، ويستغلون الملف الأمني لملاحقة أتباع التيار، نافيا في الوقت نفسه مخالفة التيار لمرجعية الجزائريين ومذهب الإمام مالك، حيث اعتبر أن الاتهامات المتعلقة بالانتماء إلى مرجعيات أجنبية "تكيل بها السلطة بمكيالين، حيث يوجد التيار الإخوانية والصوفي اللذان ينتميان إلى مرجعيتين عالميتين، لكنهما لا يعاملا بنفس المعاملة"، وينتقد عبد الفتاح "سلبية" شيوخ السلفية العلمية، ويعتبرهم "فاقدين للمصداقية بسلبياتهم التي أوصلت التيار إلى ما وصل إليه". وللإشارة، تشن وزارة الشؤون الدينية حملة "ناقدة" ضد التيار السلفي، الذي تراه قد "تغول"، حيث أقر عبد الله غلام الله، وزير الشؤون الدينية ب"استيلاء" التيار السلفي على المنابر، "وأن الدولة لم تعد قادرة على السيطرة على مساجد الجمهورية، لأن الخطاب السلفي تغلغل فيها، وهذا دليل إدانة للسلطة وخطابها الديني الذي لا يزال تقليدي وبدون مرجعية فكرية واضحة".