أكدت الوثائق التي سربها الموظف السابق في المخابرات الامريكية ادوارد سنودن أن عمليات التنصت التي قامت بها الأجهزة الخاصة الأمريكية طالت ما لا يقل عن 38 من السفارات والممثليات الدبلوماسية لمختلف الدول في نيويوركوواشنطن حسبما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية. وأفاد ت الصحيفة بأن الوثائق التي تم إعدادها في سبتمبر 2010 تشير إلى التنصت على ممثلية الاتحاد الاوروبي في نيويورك وسفارة الاتحاد في واشنطن بالإضافة إلى سفارات فرنسا ايطاليا واليونان وبعض حلفاء أمريكا من الدول غير الاوروبية مثل تركيا والمكسيك واليابان وكوريا الجنوبية والهند، ولم تتحدث تلك الوثائق عن التنصت على الممثليات الدبلوماسية الالمانية والبريطانية، وتكشف الوثائق التي سربها سنودن عن بعض التفاصيل بشأن الوسائل التقنية التي استخدمتها الاجهزة الخاصة الأمريكية للتجسس على البعثات الدبلوماسية الأجنبية وتشير الوثائق إلى أنه من غير الواضح، هل أن التنصت نفذته وكالة الأمن القومي الامريكية بمفردها، أم جرى ذلك بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية، وكانت مجلة "دير شبيغل" الألمانية قد نشرت السبت الماضي معلومات سرّبها سنودن أيضا، تتحدث عن تجسس الولاياتالمتحدة على شركائها الاوروبيين وخاصة ألمانيا، وأثارت هذه المعلومات رد فعل حادا من قبل بروكسل وبرلين ، ووجهت المفوضية الأوروبية طلبا رسميا إلى سلطات الولاياتالمتحدة بتوضيح لما أوردته وسائل إعلام من أنباء عن التنصت الإلكتروني من قبل المخابرات الأمريكية على مكاتب الاتحاد الأوروبي في واشنطنونيويورك، جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم المفوضية وقال المتحدث:" تعهدت السلطات الأمريكية، في رد على طلبنا بالتعامل مع المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام وتقديم التوضيحات الضرورية لنا"، وأشار المتحدث أيضا إلى أن المفوضية لن تعلق على هذا الموضوع قبل أن تتلقى معلومات رسمية من واشنطن، بمن فيهم وزراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وألمانياوفرنسا ضمنا، وأوضحت المصادر سابقا أن عناصر المخابرات الأمريكية اخترقت الشبكات الهاتفية وأجهزة الحاسوب في 3 مبان، وهي ممثلية الاتحاد الأوروبي في واشنطن والأمم المتحدة وكذلك مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أثناء انعقاد جلسات الاتحاد الأوروبي التي يتخذ فيها رؤساء دول وحكومات الاتحاد قرارات مهمة، بما في ذلك القرارات في مجال الاقتصاد والسياسة الخارجية، هذا وطالبت وزارة العدل الألمانية ووزارة الخارجية الفرنسية كذلك الولاياتالمتحدة بتوضيح لما ورد من أنباء عن تنصت المخابرات الأمريكية على مكالمات موظفي الاتحاد الأوروبي وفرض الرقابة على الأجهزة الإلكترونية في بلدان الاتحاد ألأوروبي، في السياق قال زعيم حزب الخضر الألماني المعارض أمس إنه يتعين على أوروبا توفير ملاذ آمن للمتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن الذي أثار ما كشفه عن برامج التخابر الأمريكية غضب حلفاء الولاياتالمتحدة، وقال يورغين تريتن الزعيم البرلماني والمرشح لرئاسة حزب الخضر ثالث أكبر حزب في ألمانيا للتلفزيون الألماني، إنه من العار أن يطلب سنودن اللجوء السياسي في دول "مستبدة"، وأضاف "من المؤلم بالنسبة للديمقراطيين أن يطلب شخص خدم الديمقراطية وفى رأينا كشف انتهاكا كبيرا للحقوق الأساسية اللجوء من طغاة لا يحترمون هم أنفسهم الحقوق الأساسية"، وأضاف "شخص مثل هذا يجب أن يحظى بالحماية... يتعين أن يجد ملاذا آمنا هنا في أوروبا لأنه قدم لنا خدمة بالكشف عن هجوم كبير على حقوق مواطنين أوروبيين وشركات أوروبية، وألمانيا باعتبارها جزءا من أوروبا يمكنها تقديم ذلك".