امتدت الأزمات التي فجرها مسرب أسرار وكالة الأمن القومي الأمريكي، إدوارد سنودن، إلى قلب العلاقات الأوروبية - الأمريكية، إذ حذر مسؤولون أوروبيون من "تداعيات خطيرة" على العلاقات الثنائية بحال ثبوت صحة وثائق سربها سنودن لمجلة ألمانية تشير إلى تجسس واشنطن على مسؤولين أوروبيين. وقال رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولز، في بيان حول القضية: "أشعر بقلق شديد وبصدمة حول هذه الادعاءات، وإذا ثبت صحتها فستكون مسألة خطيرة تؤثر بشكل كبير على العلاقات بين أوروبا وأمريكا. باسم البرلمان الأوروبي أطالب بتوضيحات كاملة وتوفير المزيد من المعلومات حول هذه المزاعم من قبل السلطات الأمريكية." أما وزيرة العدل الألمانية، سابين لوثيسر-شنارينبيرغر، فقد اعتبرت أنه في حال اتضاح صحة هذه المزاعم فسيشكل الأمر استعادة لفترة الحرب الباردة،" في حين طالب وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الجانب الأمريكي بتقديم "توضيحات عاجلة" معتبرا أن هذه الأعمال - بحال اتضاح صحتها - ستكون مرفوضة بالكامل. وكانت مجلة "ديرشبيغل" الألمانية قد نشرت نقلا عن وثائق سرية سربها سنودن أن عدة أجهزة أمنية أمريكية تجسست على مسؤولين أوروبيين، مشيرة إلى أنها اطلعت على ما يشير إلى التجسس على مكاتب مسؤولين من أوروبا في واشنطن ونيويورك، إلى جانب التسلل إلكترونيا إلى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل. كما شملت أعمال التجسس ملايين الاتصالات والعمليات الهاتفية والإلكترونية في أوروبا، وخاصة ألمانيا التي كانت منظومة الاتصالات فيها على رأس أهداف الأجهزة الأمنية الأمريكية. من جانبه، رد مكتب رئيس وكالة الأمن القومي الأمريكي عبر بيان بالقول إن الحكومة الأمريكية سترد بشكل مناسب على الجانب الأوروبي من خلال "القنوات الدبلوماسية" مضيفا: "لن نعلق على مزاعم تتعلق بنشاطات أمنية ولكن سياستنا تقتضي التوضيح بأن الولاياتالمتحدة تجمع معلومات حول شؤون خارجية من النوع الذي تجمعه الدول الأخرى." .