رفض الرئيس المصري محمد مرسي بيان القوات المسلحة الذي أنذره بتدخل الجيش إذا لم تتحقق مطالب الشعب وذلك في بيان لرئاسة الجمهورية صدر في الساعات الاولى من صباح أمس، وقال بيان رئاسة الجمهورية: أن "البيان الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة لم تتم مراجعة رئيس الجمهورية بشأنه" وأضاف "ترى الرئاسة أن بعض العبارات الواردة فيه تحمل من الدلالات ما يمكن أن يتسبب في حدوث إرباك للمشهد الوطني المركب"، وأكد البيان: أن "الدولة المصرية الديمقراطية المدنية الحديثة هي أهم مكتسبات ثورة 25 جانفي المجيدة"، مشددا على أنه "لن تسمح مصر بكل قواها بالعودة إلى الوراء تحت أي ظرف من الظروف"، وقال البيان: "لقد اخترنا جميعا الآليات الديمقراطية كخيار وحيد لتكون الطريق الآمن لإدارة اختلافنا في الرؤى" مضيفا أن مرسي "أجرى مشاورات مع كافة القوى الوطنية حرصًا على تأمين مسار التحول الديمقراطي وحماية الإرادة الشعبية"، ويأتي بيان الرئاسة بعد نحو عشر ساعات من تحذير الجيش المصري لكافة الأطراف من أنه سيضطر للتدخل في الحياة السياسية إذا لم تتحقق "مطالب الشعب" خلال 48 ساعة في أعقاب تظاهرات حاشدة وغير مسبوقة قدر الجيش مشاركيها بالملايين، وأكد البيان إن القوات المسلحة لن تكون طرفا في دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها في الفكر الديمقراطي الأصيل النابع من إرادة الشعب، ورأى البيان إن الأمن القومي للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التي تشهدها البلاد وهو ما يفرض على الجميع أن ينوء بمسؤولياته لدرء المخاطر عن الوطن، من جهتهم رحب المتظاهرون ببيان الجيش المصري واعتبروه استجابة لمطالبهم برحيل الرئيس مرسي والدعوة لانتخابات مبكرة، كما استقبل المتظاهرون في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة تحليق خمس طائرات مروحية تابعة للجيش المصري فوق حشودهم وهي ترفع الأعلام المصرية وقابلها المتظاهرون بالتصفيق، وفي السياق أعلن التحالف الوطني لدعم الشرعية "مكون من أحزاب وقوى وتيارات إسلامية" مساء أمس الأول دعوته لتظاهرات ومسيرات مؤيدة للرئيس محمد مرسي في عدد من ميادين الجمهورية بشكل فوري، وأكد التحالف في بيان له، تلاه صفوت عبد الغني القيادي بالجماعة الإسلامية، ضرورة احترام الإرادة الشعبية والشرعية الدستورية المنتخبة والحفاظ على وحدة الوطن والحرص على المصالحة الوطنية التي تحقق المصلحة العليا للوطن، وأعلن التحالف أنه في حالة انعقاد دائم لمناقشة ومتابعة الأحداث الخطيرة التي تمر بها البلاد مضيفا أنه يرى أن "الجيش المصري العظيم ملك للشعب كله، ويرفض رفضا مطلقا محاولة استخدام الجيش في الانقضاض على الشرعية أو الانحياز لفصيل دون آخر بما يصب بنهاية المطاف في الانقلاب على الشرعية"، وأشار التحالف إلى أن الثورة المصرية مستمرة في كل ميادين مصر وربوعها حتى تتحقق أهدافها ولن تسمح مطلقا بعودة النظام البائد كما نعى سقوط القتلى خلال "الدفاع عن الشرعية"، من جهته قال القيادي في حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين ياسر حمزة إن “الجميع” يرفضون بيان الجيش مضيفا أن "عصر الانقلابات العسكرية انتهى ولا يمكن لأي قوة في مصر أن تغامر بمستقبل البلد".