اجتمع أمس الرئيس المصري محمد مرسي مع وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء هشام قنديل لمتابعة التطورات على الساحة السياسية المصرية، وذلك للمرة الثانية خلال الساعات الماضية، ويأتي ذلك بينما رفض مرسي بيان القوات المسلحة الذي أمهل الأطياف السياسية 48 ساعة للتوصل إلى حلّ مهدّدا بوضع خارطة مستقبل، الأمر الذي فسر على أنّه انتصار للمعارضة. قالت الرئاسة المصرية في بيان لها، إن الرئيس مرسي اجتمع مع القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء هشام قنديل لليوم الثاني، ولم تذكر المزيد من التفاصيل، حيث جاء الاجتماع بعد أن أمهلت القوات المسلحة القوى السياسية يوم الإثنين 48 ساعة للخروج من الأزمة السياسية وإلا وضعت خارطة طريق. ورفض محمد مرسي بيان القوات المسلحة الذي أنذره بتدخل الجيش إذا لم تتحقق مطالب الشعب، وذلك في بيان لرئاسة الجمهورية صدر في الساعات الأولى من صباح أمس، وقالت رئاسة الجمهورية إن البيان الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة لم تتم مراجعة رئيس الجمهورية بشأنه، مضيفة أنها ترى أن بعض العبارات الواردة فيه تحمل من الدلالات ما يمكن أن يتسبب في حدوث إرباك للمشهد الوطني المركب. كما أكد بيان الرئاسة، أن الدولة المصرية الديمقراطية المدنية الحديثة هي أهم مكتسبات »ثورة 25 يناير المجيدة«، مشددا على أن مصر لن تسمح بكل قواها بالعودة إلى الوراء تحت أيّ ظرف من الظروف، وقال البيان أيضا »لقد اخترنا جميعا الآليات الديمقراطية كخيار وحيد لتكون الطريق الآمن لإدارة اختلافنا في الرؤى«. يذكر أنّ البيان تجاهل المهلة التي أعطتها القوات المسلحة لتحقيق مطالب الشعب خلال 48 ساعة، مؤكدة أنها ماضية في طريقها الذي خططته من قبل لإجراء المصالحة الوطنية الشاملة استيعابا لكافة القوى الوطنية والشبابية والسياسية واستجابة لتطلعات »الشعب المصري العظيم«، وذلك بغض النظر عن أي تصريحات من شأنها تعميق الفرقة بين أبناء الوطن الواحد وربما تهدد السلم الاجتماعي أيا كانت الدافع وراء ذلك. وشهدت مصر أمس علميات حشد غير مسبوقة للمناصرين والمعارضين للرئيس مرسي في الميادين والشوارع قبل نهاية المهلة المحددة من قبل الجيش لأطراف الصراع بإيجاد حل للازمة التي تعصف بالبلاد. ويزيد من حدة التوتر والتخوف من الساعات القادمة رفض الإسلاميين لمهلة الجيش وعدم وجود أي إشارات في الأفق لتحركات من المعارضة أو الرئاسة بغية التوصل إلى حلول توافقية محتملة، حيث ترى المعارضة أن خروج ملايين المصريين للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة وإنهاء حكم الإخوان المسلمين هو استفتاء شعبي على إنهاء شرعية الرئيس مرسي وانه لا مجال لأي حوار معه. كما واصل المتظاهرون اعتصامهم أمام مقر وزارة الدفاع المصرية في منطقة العباسية لليوم العاشر على التوالي، وشهدت المنطقة هدوءًا نسبيًا وسهولة في حركة مرور السيارات أمس إثر قيام المعتصمين بفتح شارع الخليفة المأمون باتجاه العباسية وروكسي، بعد أن أزالوا الأسلاك الشائكة التي نصبت أمس أمام مقر وزارة الدفاع.