نعم إنه إنتصار الدم على النار وانتصار الحق على الباطل وانتصار الصمود والتصدي على القعود والتخاذل ، إنه انتصار عربي بكل المقاييس وإسلامي ببعض المقاييس ، ولكنه على أي حال ليس انتصار الصدفة إنه انتصار السلاح الذي قدمه الشركاء الشرفاء على التآمر الذي خاضه الكثيرون من الأشقاء ، إنها المعادلة التي آن الأوان لنفكك رموزها عن طريق كل القواميس ولنلجأ إلى القواميس الأمريكية أولا على أن أمريكا هي العدو الأول للعرب والمسلمين وإن كان البعض لا يحسن القراءة فأمريكا تقرر وبوضوح أنه من لايكون معها يكون ضدها ، وهذه العبارة نحللها في كل المخابر فتقود إلى القول الصريح بأن العرب هم مع أمريكا وأمريكا مع إسرائيل والذين على الأقل يقيمون علاقات دبلوماسية وتجارية وتآمرية مع إسرائيل هم أصدقاء أمريكا وبالتالي هم عملاؤها أي عملاء إسرائيل ، هذا كله مفهوم غير أن الشيئ الذي لم أفهمه في المعادلة ذلك الذي سمعته من حضرة " المناضل " خالد مشعل خاصة في خطبته غير العصماء التي صبها عشية وقف إطلاق النار مع العدو ، ورأيته يتوجه بالشكر الجزيل جدا جدا إلى أولئك الذين كان عطاؤهم التآمري جزيل جدا وأعني أولئك الذين يقيمون علاقة مع إسرائيل من العرب العاربة وهم واقعون تحت هيمنتها ومنفذون لقراراتها ، وتمادى في توجيه الشكر لمصر " الشقيقة " على أن منت بفتح المعابر ولم أفهم كيف أن وقف النار مع إسرائيل أدى إلى فتح المعابر وثم نؤكد على أن الإنتصار هو الذي أملى فتح المعابر فهل كانت الحرب مع مصر التي هي من فتح المعابر؟ وهل كان من شروط وقف الحرب فك الحصار الظالم ومصر كانت شريكة في هذا أم إن ما جرى تحت الطاولة في المفاوضات التي أعلنت نتائجها هيلاري كلينتون من القاهرة كانت تقتضي توجيه الشكر إلى من تشكرهم أمريكا وإسرائيل بعدما تم إغفال الدور الإيراني بالمطلق الذي اضطر خالد مشعل للنطق به مرغما وباحتشام بالغ فاعطاه باليسرى ومن ثم استرجعه في الحال باليمنى ، عندما قال بالحرف الواحد أنه كان لإيران دور ( بالتنكير ) للتقليل وهو يعرف اللغة العربية جيدا في تحقيق النصر لأنها قدمت السلاح للمقاومة وهو يعلم أن تقديم السلاح من إيران كان يتم بصعوبة بالغة وأن الأعين عليها مفتوحة بكل المقاييس وهذا يعني أن إيران تجاهد حتى توصل السلاح إلى المحاصرين ، ومن ثم أكد على اختلافهم بدل " اختلافه " مع إيران لأنه باختصار لعب الدور الأمريكي بدعم العصابات المسلحة في سوريا على أنها تمثل الشعب السوري وهذا ماتم تلقينه إياه من تحت الطاولة في القاهرة بكل وضوح حتى انتفض المقاتلون في غزة ليعلنوا للملأ أن للسلاح الإيراني كان الفضل الأول بالإنتصار لأن إيران قدمت صواريخ فجر للمقاومة الفلسطينية ووقف كل المراقبين والمحللين نفس الوقفة ؟ ونريد أن نقول متى تصحو ضمائرنا لنميز بين من يقف معنا في خنادقنا وبين من يقف مع أعدائنا ؟ إن غدا لناظره قريب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين