تعاني زاوية الشيخ سيدي أحمد بن عبد الله، بقصر سموطة، الواقع ببلدية أولاد سعيد بولاية أدرار، من تآكل بنايتها التي أصبحت مهددة بالانهيار على مستعمليها وزوارها، ورغم عراقة هذا المعلم التاريخي والديني، وقيمته الثقافية لدى سكان المنطقة، إلا أنه لم يحضا بعد بالتفاتة من الجهات المعنية، من أجل إعادة بنائه، حفاظا على ضريح هذا الولي الصالح. وعلى غرار قصر سموطة بتيميمون، ما تزال العديد من مناطق وولايات الجزائر تحتضن شواهد من زوايا وأضرحة الشيوخ والأولياء الصالحين، الذين عاشوا على أرضها خلال فترات وحقب مختلفة، وكرسوا حياتهم لطلب العلم والتعبد، والتقرب لله عز وجل، من خلال حفظ القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، وتحفيظها للخلف، وكذا من خلال الحرص على بلوغ درجات التقى والورع والزهد في العبادة والتعبد، كما يتمسك سكان هذه المناطق بزيارة أضرحة شيوخهم طلبا للعلم، واقتداء بطرقهم التعبدية، والتماسا لبركة أصحابها ومؤسسيها الأولين من الشيوخ والعلماء الصالحين. قصر سموطة ... الزاوية العريقة... تعد زاوية الشيخ سيدي أحمد بن عبد الله بقصر سموطة الواقع ببلدية أولاد سعيد، بولاية أدرار، من بين أهم المعالم الدينية، التاريخية، الحضارية، والثقافية لمنطقة تيميمون، والزاوية ضريح لأحد أولياء الله الصالحين، وهو الشيخ سيدي أحمد بن عبد الله بن عيسى، من أحفاد الخليفة الأول سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ولد الشيخ في مدينة البيض، وتلقى بها تعليمه الأول على يد والده الشيخ سيدي عبد الله بن سيدي عيسى، وبعدها بدء بالترحال والتجوال في العديد من المناطق مثل الدارالبيضاء بالمغرب الأقصى، ومالي أين التقى بالعالم الجليل، والولي الصالح الشيخ سيدي موسى بن المسعود، الذي تلقى عنه وفي فترة وجيزة علم التصوف، وبعد ترحال طويل في مناطق كثيرة من الوطن استقر الشيخ الرحالة في آخر عمره بمنطقة تيميمون أين أقام زاويتين، الأولى في قصر "تنجلت"، ومأذونها الحالي المكلف بشؤونها، هو المقدم السيد محمد المنصور بن المقدم سيدي أحمد باهمي، أما الزاوية الثانية التي تأسست في القرن العاشر الهجري، فيحتضنها قصر سموطة، وقد كانت في الأصل مدرسة لنشر العلوم، وعندما فقد المشايخ أصبحت زاوية، ومؤذونها الحالي المقدمة السيدة البركة الحاجة عائشة بنت سيدي أحمد بن موسى موساوي، حيث تولت مهام التكفل بشؤون الزاوية منذ سنة 1975 وإلى يومنا هذا. أما ولي الزاوية الشيخ سيدي أحمد فقد توفي في الخامس من جمادى الأولى من عام 998 للهجرة، وهو في طريق عودته من قصر "تنجلت"، إلى قصر سموطة، الذي دفن فيه. جمعية فتية تستلم مشعل القيام بشؤون الزاوية تسهر المقدمة الحاجة عائشة بنت سيدي أحمد بن موسى موساوي، على شؤون الزاوية، وكل ما يقام بها من نشاطات وفعاليات، واستقبال لزوار الزاوية، وقد قامت في سنة 2009 بتكليف أمحمدي محمد وهو من أبناء المنطقة، وأحد حفدة الشيخ سيدي مولاي التهامي، بتأسيس جمعية زاوية الشيخ سيدي أحمد بن عبد الله، ليكون لها إسهام، هي الأخرى في التكفل بشؤون الزاوية، والحفاظ على هذا المعلم التاريخي والديني العريق، وكذا المساهمة في النشاطات المختلفة التي تقام بها. ومن أهم ما تحرص المقدمة والجمعية على الإشراف عليه، الوعدة السنوية التي تقام في الزاوية يومي الرابع والخامس جمادى الأولى من كل سنة، وهو تاريخ وفاة شيخ الزاوية، إلى جانب وعدة زوجته السيدة لالالة بنت المعيز، وكلها احتفالات دينية تعرف الكثير من النشاطات مثل المحاضرات، المسابقات الثقافية الفكرية، وتلاوة القرآن من صلاة عصر اليوم الأول إلى صباح اليوم الثاني، وهذا فضلا عن استقبال الزوار الوافدين إلى الزاوية، والقيام بواجب ضيافتهم من توفير الأكل والشرب والمبيت. الزاوية مهددة بالانهيار... وجمعيتها تطالب بالدعم إن البناية الهشة لزاوية الشيخ سيدي أحمد بن عبد الله بقصر سموطة، حيث بنيت جدرانها بالطين والخشب، وسقفها بالنخيل، إلى جانب الأمطار وبعض حشرات الأرض، أدت إلى تآكل البناية أدت إلى سقوط سقفها، وتهدم بعض غرفها، إضافة إلى خزانة الكتب التي أتلفت عن آخرها جراء ذلك، وقد أثبتت العديد من محاضر المعاينة التي أجراها كل من رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية أولاد سعيد، وممثل الحماية المدنية لدائرة تيميمون، وممثل قسم التعمير والبناء للدائرة ذاتها، بأن مقر الزاوية هو بناء قديم مهدد بالسقوط والانهيار، وهو يشكل خطرا على قاطنيه، وزوار الزاوية، ويحتاج إلى إعادة البناء. ونظرا للوضع المادي للمشرفين على تسيير الزاوية وسكان القصر، والذي لا يسمح بإعادة بنائها، فإن الجمعية الفتية لزاوية الشيخ سيدي أحمد بن عبد الله، تسعى جاهدة منذ تأسيسها في سنة 2009 إلى إثبات الوضع الذي تعانيه الزاوية، وكذا تحصيل الدعم اللازم للتكفل بإعادة بناء هذا المعلم، وقد أوضح أمحمدي محمد ريس الجمعية لجريدة "المستقبل العربي"، أنه أرسل طلبات الدعم والمساعدة لإعادة بناء الزاوية للعديد من الجهات الرسمية، على غرار وزارة التضامن الوطني، وزارة الشؤون الدينية، ووزارة الثقافة، لكن الجمعية لم تتلقى أي رد إلى غاية الآن، كما أنها لم تتلقى أي دعم أيضا من المصالح البلدية ولا على مستوى الدائرة.