مازالت حركة ما يعرف بإنقاذ الأرندي تدور في الساحة السياسية، وهي الحركة التي أطلقتها في البداية رئيسة اتحاد النساء نورية حفصي، لينضم إليها رئيس بلدية الجزائر الوسطى الطيب زيتوني، ثم يلتحفها الآن وزير الشباب والرياضة السابق يحيى قيدوم الذي ظهر بعد اختفاء إعلامي طويل، ليتم تعيينه في الأخير كقائد للحركة، التي تسعى للإطاحة بأحمد أويحيى من على رأس الأرندي . إلا أنه وحسب ما يستقى من كواليس السياسة والأرندي، فإن هذه الحركة مازالت ضعيفة، بالرغم مما يتم ترويجه بالتحاق أسماء ثقيلة بها، إلا أنها مازالت محتشمة، ولا يوجد بها حاليا سوى بعض الإطارات التي لفظها الأرندي أو لديها حسابات مختلفة سواء مع الصديق شهاب أو رئيس الحزب أحمد أويحيى. وحسب العارفين بشئون الحزب، فإن الثقل السياسي وخبرة أحمد أويحيى وطول مدته في تسيير الحزب، لن تسمح لهذه الحركة بأن تصل إلى هدفها بهذه السهولة، لاسيما لما نعرف أنه وبالرغم من أن هذه الحركة المنشقة لها زمن طويل من تأسيسها، إلا أنها لم تشكل بعد قوة سياسية بمعنى الكلمة . وبالرغم من وجود أسماء معروفة يشار إلى التحاقها بهذه الحركة المنشقة سواء كان ذلك حقيقة، أو من باب الترويج والدعاية على أمل جلب عدد أكبر من المناضلين والأتباع ، فإن متابعين سياسيين يرون بأن قيدوم الذي عاد مجددا ليحاول "تصحيح" الأرندي قد يتوقف في وسط الطريق وأنه لن يستطيع القيام بهذه المهمة المستحيلة، خاصة وأن وضعه الصحي لا يسمح له بذلك، ولا يملك الكاريزما اللازمة لأداء هذا الدور . ويرى العديد من أتباع هذه الحركة المنشقة العزاء في شخص يحيى قيدوم على أساس تنوع علاقاته، وامتدادها، إلا أن هذا لا يبدو كافيا ما دامت لا تكتسب قاعدة كبيرة، وبرنامجا مميزا، وقدرة إقناع لا تكون باللحظة.. وهي جملة من التراكمات المتشعبة، بغض النظر عن جميع الأقاويل التي تطرحها صالونات السياسة عن ماضي ومصداقية يحي قيدوم. لأن في السياسة كل شيء واضح وكل شيء غامض في نفس الوقت. وبعيدا عما ستحققه هذه الحركة المنشقة، يرى العديد من المتتبعين من الأرندي أن قيدوم سيفشل في هذه المهمة، أو كما يقال بمثلنا الشعبي "سيبتلع أسنانه ".