أعلنت أمس نورية حفصي الأمينة العامة للإتحاد الوطني للنساء الجزائريات شق عصا الطاعة على أحمد أويحيى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي ونعتته بالديكتاتوري الذي حوّل الحزب على حدّ تعبيرها إلى »ثكنة عسكرية«، وتوعدّت حفصي أويحيى بحركة تصحيحية تقودها بنفسها عقب التشريعيات، وبلغة التهديد قالت حفصي» سأفعل لأويحيى ما فعله البوعزيزي في تونس«. ما تزال قيادة حزب التجمع الوطني الديمقراطي في مواجهة تداعيات الإعلان عن قوائم الحزب لتشريعيات ال10 ماي، وبعد سلسلة الاحتجاجات والاستقالات الجماعية التي تعرفها قواعد الحزب في كثير من الولايات، خرجت أمس نورية حفصي الأمينة العامة لاتحاد النساء الجزائريات وعضو المجلس الوطني للأرندي وأحد مؤسسي الحزب، في ندوة صحفية نشطتها بدار الصحافة الطاهر جاووت للإعلان الرسمي والعلني لتمردها عن قيادة الحزب وشق عصا الطاعة بعد إقصائها من ترؤس قائمة مسقط رأسها بسعيدة. واختارت حفصي لندوتها الصحفية عنوان »مصلحة الوطن والتشريعات المقبلة أمام المناورات والانتقامات السياسوية« وبدأت تدخلها بفتح النار على الأمين العام للحزب الذي وصفته ب »الديكتاتوري« وقالت إنه »حوّل الحزب إلى ثكنة عسكرية بدلا من حزب سياسي«، وتوعدت المتحدثة أويحيى بانقلاب حيث قالت إن »آلاف المناضلين يترقبونه لن يكون أقلّ مما فعله البوعزيزي في تونس« لكنها أرجأت تحركها إلى ما بعد التشريعيات بدعوى المساهمة في إنجاح التشريعيات باعتبارها موعدا مصيريا بالنسبة للبلاد. وذهبت حفصي بعيدا في انتقاداتها لأمين عام الأرندي وقالت »إن أويحيى يعاني عقدة نقص من الأسرة الثورية«، واستندت المتحدثة في اتهاماتها إلى أن أويحيى لديه مشكل مع أبناء المجاهدين وأبناء الشهداء بدليل استبعاد هذه الفئة وإقصائها خلال التجديد الأخير لأعضاء المكتب الوطني للحزب ومنهم هي باعتبارها ابنة شهيد. وفي سياق موصول بسيل الانتقادات التي كالتها حفصي لأمين عام الأرندي، أضافت الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات بالقول »إن ما يؤرقها هو وضع الحزب الذي حاد عن المسار الديمقراطي ويتم فيه استبدال الكفاءات بالركاكة« وإنها تتأسف لما يتعرض له إطارات الأرندي من تهميش وحقرة وما آل إليه مصير الأعضاء المؤسسين في الحزب، وهي واحدة منهم، موضحة أن هؤلاء همشهم كلهم أويحيى ولم يعد لهم وجود في هيئات الحزب. ومن وجهة نظر المتحدثة فإن ما تعرضت له من إقصاء في إعداد القوائم واستبعادها من رئاسة قائمة سعيدة لا يختلف كثيرا عن ما حدث في بقية الولايات، هذا الإقصاء من قبل أويحيى بتزكيتها لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة ثالثة في 2008، وهو بحسبها الأمر الذي لم يعجب أويحيى، ومن ثم كانت هدفا له، رغم أنها مثلما أوضحت »باعتبارنا تنظيما مستقلا نملك الصلاحية في مساندة أي كان ولا أحد يحق له التدخل في شؤوننا«. واتهمت حفصي قيادة الأرندي بتكريس منطق الشكارة والقرابة والمحاباة في إعداد قوائم المترشحين وقالت إن قوائم الترشيحات احتكر تشكيلها أويحيى والمنسقين الولائيين، مستغربة تسويق الأرندي لمساهمته في ترقية المرأة سياسيا وتدعيمها، بينما الواقع يثبت عكس ذلك، حيث اكتفى أويحيى مثلما تؤكد المتحدثة بإدراج امرأة واحدة وهي منسقة ولائية على رأس قائمة الأرندي ببشار، أما البيض ووهران وقسنطينة فاحتلت فيهن النسوة المرتبة الثانية، بينما دحرجت النساء إلى المراتب الرابعة والخامسة وأكثر بمعظم الولايات الأخرى.