قالت جبهة التحرير الوطني في بيان لها تحصلت "المستقبل العربي" على نسخة منه أنها تدرك وتحرص على بناء علاقات تعاون متينة ومتوازنة بين الجزائروفرنسا، غير أن هاته العلاقات لا يجب أن تكون على حساب الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري. وأكد المصدر أن الأفالان ما فتئت تسعى إلى بسط مظاهر السلم والأمن والتعاون بين الشعوب والدول فإنها تؤمن في الوقت ذاته أنه لا مناص لتعبيد هذا الطريق وترسيخ هذه المثل والقيم الإنسانية في العلاقات الدولية، إلا عبر الإقرار بحقائق التاريخ، بعيدا عن محاولات التشويه والتزييف والمغالطات التي كثيرا ما أضرت بمصالح الشعوب والدول، وشدد البيان على ضرورة مطالبة السلطات الرسمية الفرنسية الاعتراف بالجرائم الوحشية المقترفة في حق الشعب الجزائري من قبل فرنسا الاستعمارية والتي تظل وصمة عار تلاحق الدولة الفرنسية ما لم تعترف ببشاعة جرائمها المرتكبة في حق الشعب الجزائري . معتبرة أن محليات 2012 قد تمكنت من تحقيق نجاح باهر الأمر الذي أبرز فعالية اصلاحات رئيس الجمهورية التي ستمكن من استكمال مسار التعمير والتنمية الشاملة، كما أشادت الجبهة بمظاهرات 11 ديسمبر التي احتفلت بها الجزائر أمس، حيث أعطت دفعا قويا للقضية الوطنية التي كانت مدرجة في جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي قاطعتها فرنسا آنذاك، إذ أقرت ولأول مرة مبدأ تقرير مصير الشعوب الذي كان له فيها الفضل في تصفية الاستعمار في كثير من البلدان الإفريقية والأمريكية اللاتينية والأسيوية. وكانت في الوقت ذاته – يضيف المصدر - ردا حاسما على أولئك الذين كانوا يعتقدون أن الجزائر قطعة فرنسية، اين عبرت عن التفاف الشعب الجزائري بكل فئاته حول ثورته المباركة بقيادة جبهة وجيش التحرير الوطني، وتمسكها بمطلب الاستقلال، بالرغم من وسائل القمع الجهنمية التي سخرتها قوات الاحتلال الفرنسية لإجهاض هذه الانتفاضة الشعبية العارمة. للاشارة فقد جاء البيان أيام قليلة قبل زيارة الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند للجزائر، التي ستكون يوم 19 و20 ديسمبر الجاري، وسيكون مرفوقا بوفد هام من وزراء ورجال الاعمال، وتكتسي هذه الزيارة -حسب المحللين- ثقلا سياسيا كبيرا وستكون فرصة للتشاور على أعلى المستويات في القضايا الهامة. وبخصوص الماضي الاستعماري لفرنسابالجزائر وإن كان سيطرح خلال هذه الزيارة، كان وزير الخارجية مراد مدلسي قد صرح سابقا بأن هذه النقطة حتى وإن كانت غير مطروحة كنقطة رسمية في جدول أعمال زيارة هولاند فإنه لا يمكن تجنب ذكرها