قال رئيس حركة النهضة فاتح ربيعي في بيان صدر عن حزبه أمس أنه إذا كان بعض النافذين لمؤسسات الدولة يمهدون لزيارة الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند يوم الأربعاء القادم بالتخلي عن القيم والمبادئ فإن الحركة تؤكد على ضرورة إدراج مطلب الاعتذار والتعويض ضمن جدول أعمال هذه الزيارة المرتقبة، وأن تتبنى الدولة هذا المطلب لأنه مطلب شعبي عام. مشددا على ضرورة أن تحكم العلاقة مع فرنسا الالتزام بالقواعد الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وليس على اساس الحضوة والأفضلية لفرنسا في الجزائر دون غيرها في المجال الاقتصادي والسياسي، "فبالرغم من استثماراتها المحدودة في الجزائر، واعتمادها سياسة حرمان الجزائر من التكنولوجيات الحديثة والاكتفاء ببيع منتوجاتها وخردواتها في السوق الجزائرية واحتكارها للسوق، فإنها تحظى بالأولية، ولغتها هي الرسمية، ورئيسها الوحيد الذي يحظى بالخطاب أمام البرلمان بغرفتيه، دون الرؤساء من الدول الصديقة والشقيقة". وأكد ربيعي خلال تنصيب اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر الخامس للحزب أن الإهانة التي لحقت بنا من أهلنا ومسؤولينا جاءت قبل إهانة مستعمر الأمس، وذلك حينما جعلوا اللغة الفرنسية في الجزائر هي اللغة الرسمية بديلا عن اللغة العربية، وحينما رفضت الأغلبية المزعومة في البرلمان مشروع قانون تجريم الاستعمار، في الوقت الذي صادقت فيه الجمعية العمومية الفرنسية على قانون تمجيد الاستعمار، وكرمت فرنسا الحركى، وتطالب اليوم بتعويض الأقدام السوداء في الجزائر. فحركة النهضة كتيار سياسي حسب أمينها العام لا تنتظر من فرنسا أن تحترم الشعب الجزائري قبل أن يوفر لنفسه شروط الاحترام، ولا يطلب منها الاعتذار – يضيف البيان -قبل أن يكون للمسؤولين الجرأة والشجاعة في فرض هذا الاعتذار، وفرض احترام هوية الشعب وفي مقدمتها دينه ولغته. واعتبر ربيعي أن أي دولة في العالم لا تحظى بالاحترام وهي تهين شعبها في كرامته وحريته، ولا تحظى أي دولة بالاحترام وهي غارقة في الفساد والرشوة والمحسوبية، والوظيفة السامية فيها على اساس الولاء المغشوش وليس على اساس الكفاءة.