يخوض سكان قرية آيت عيسى أويحيى الصغيرة الواقعة ببلدية إليلتن 71 كلم بأقصى جنوب شرق تيزي وزو منذ بداية الاضطراب الجوي و تساقط الثلوج صراعا حقيقيا مع الجبل الذي يهدد بردمهم تحت أطنان من الأوحال و الصخور التي جرفتها مياه الوادي الذي يمر عبر المنطقة ،ويجتمع السكان كبارا و صغارا على امتداد ضفاف الوادي يراقبون مدى ارتفاع حجم المياه خشية من حدوث تدفق جديد للأوحال. للإشارة فإن الأوحال قادمة من موقعين يعرفان باسم - تقونيت ليسر- و -اقوني سمدغ- متواجدين بالمكان المسمى – تاموكيلت- يربطهما مسلك بالموقع السياحي لأزرو نثور. و تمتد الأوحال على مسافة 5 كلم انطلاقا من موقع – تاموكيلت- و يبلغ عرض مجرى الوادي 400 م ببعض الأجزاء الملاحظ أن تدفق الأوحال يغير مجراه في كل مرة بسبب انسداد مجرى الوادي بواسطة الأشجار المقتلعة و الصخور حيث ذكر بعض السكان من قرية آيت عيسى أويحيى أن مجرى الوادي توجه إلى الجهة الشرقية بعدما كان يمر بالأمس عبر الجهة الغربية و أضافت السيدة يحوي أن هذه الظاهرة غير متوقعة بحيث أحيانا يكون مجرى الوادي جافا و فجأة تشرع الأوحال في التدفق من أعلى الجبل و كأنها مواد منصهرة تنبعث من فوهة بركان وأشارت في سياق حديثها أن السكان يشعرون في النهار بنوع من الأمن حيث يمكنهم رؤية تدفق الأوحال من بعيد و هي تجر في طريقها جذوع الشجر و الصخور و إطلاق صفارة الإنذار لكن الأمر يتغير تماما في الليل نظرا لرداءة الرؤية. و لمواجهة خطر الجبل الذي يهدد بالسقوط فوق رؤوسهم قام سكان القرية بإنشاء شبكة يقظة و مراقبة حقيقية تنشط على مدار 24 ساعة تضم فرقا متناوبة توجد على مستوى ثلاثة مواقع مطلة على القرية. وبمجرد حدوث تدفق للأوحال يتم التبليغ عن الخطر بواسطة هواتف نقالة لحث السكان على الابتعاد عن ضفاف الوادي. و قد تأكدت فعالية هذا النظام بحيث لم يسجل أية خسارة بشرية. الأوحال جرفت 14 كيسا من الزيتون تم جنيه هذا الموسم للعلم فإن سكان قرية آيت عيسى أويحيى مزارعون حيث تقوم النساء بغرس أنواع شتى من الخضر و الفواكه. و قد غمرت الأوحال مساحات كبيرة من هذه المزروعات الموجودة بإحدى ضفاف الوادي. كما اقتلعت أشجار الجوز و التين و الرمان و الإجاص و الزيتون التي كانت تشكل مفخرة بالنسبة لهذه المزارعات .و أفادت السيدة يحوي في هذا الصدد بأن الأوحال جرفت في طريقها 14 كيسا من الزيتون ملك لعائلتها تم جنيه هذا الموسم ،من جهته أفاد قاطن بالقرية أن الأوحال تسببت في إتلاف نقاط لجمع المياه أنجزها سكان القرية على مستوى ضفاف وادي إليلتن بموقع تاموكيلت للتزود بالمياه الصالحة للشرب. كما لوثت نقاطا أخرى حيث أشار إلى أنه لم يتبق سوى ثلاثة أو أربعة آبار من أصل 20يذكر أن مجموعة من الشباب تتوجه يوميا إلى المكان المسمى تاموكيلت للتأكد من نوعية المياه الملتقطة و غلق المصادر الملوثة.