تشير تحاليل خبراء أن المجموعة الإرهابية التي نفذت الهجوم على منشأة تقنتورين للغاز بعين أميناس، تفاجأت لرد فعل وحدة القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي السريع والقوي، وهم الذين كانوا يخططون لأخذ بعض العمال الأجانب كرهائن، ويفجرون أجزاء من المصنع قبل الانسحاب من حيث أتوا، أي إلى الأراضي الليبية. لكن الحقيقة أن الإرهابيين اصطدموا بداية الأمر بحنكة وإصرار رجال الدرك الوطني المرافقين للعمال الأجانب الذين كانوا يتأهبون للالتحاق بمطار إن أميناس للمغادرة، وهنا تشير بعض المعلومات أن التصدي الحقيقي للإرهابيين بدأ بفعل مواجهة عناصر الدرك لهم، واستغرقت زهاء نصف ساعة مما عطل المجموعة الإرهابية في تنفيذ خطتها مثلما رسمتها أول الأمر. وسرعان ما تدخلت الوحدة العسكرية المكلفة بحماية قاعدة تيقنتورين في اشتباك مع المجموعة الإرهابية مما أصابها بالارتباك الشديد، مما أدى إلى تعطيل جمعها للرهائن في مكان واحد وفي ظل هذه الأوضاع تدخلت قوة عسكرية أخرى وتمكنت من محاصرة الموقع كليا، مما وسهل لعناصر الجيش الوطني الشعبي من تحرير عدد كبير منهم ومن العمال الجزائريين. ويكون التدخل الحاسم لقوات الجيش الوطني الشعبي قد أفشل خطة الإرهابيين في تنفيذ عملهم الإجرامي والعودة سريعا إلى ليبيا عبر مسالك وعرة، وهم بذلك أساؤوا تقدير مدى جاهزية وقدرة عناصر الجيش الوطني الشعبي في إحباط مثل هذه العمليات. وتذهب تحاليل خبراء أن تدخل الجيش الوطني الشعبي كان بمثابة ضربة قاصمة للإرهاب في شكله الدولي وأن قرار القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي بتعزيز التواجد الأمني بمنطقة عين أميناس وبغيرها من المناطق المعزولة، وإن كانت له علاقة مباشرة بما حدث بتيقنتورين، فسيكون على نحو تأكيد لحرص الجزائر على حماية حدودها بالكيفية التي تراها مناسبة في ظل التهديدات الجديدة التي أصبحت تحوم على منطقة الساحل. وحتما فإن النتيجة الباهرة التي حققها الجيش الوطني الشعبي بتيقنتورين من شأنه أن يقلص من تحركات الإرهابيين بالمنطقة إلى أدنى حد وهي النتيجة الإيجابية الأكبر التي أغفلتها تحاليل، وإن لم تستبعد مصادر سعي المجموعات الإرهابية القيام بعمليات "انتقامية" و"استعراضية.