قرر طرفي الخلاف بحزب جبهة التحرير الوطني، الاحتكام مرة أخرى إلى الصندوق الشفاف من أجل انتخاب الأمين العام الجديد للحزب وبهذا يكون قد تم إلغاء فكرة التزكية التي خلقت نزاعا حادا بين طرفي النزاع داخل البيت العتيد. أكدت مصادر من داخل الأفلان، أن لقاءات جهوية شرع في تنظيمها المؤيدين للأمين العام السابق، عبد العزيز بلخادم، كما سيتم اليوم عقد لقاء جهوي بغليزان يضم ولايات الغرب، وهذا قصد مناقشة الأوضاع التي يعيشها الحزب والمطالبة بضرورة الإسراع في عقد الدورة الطارئة للجنة المركزية، وقد سبق لقاء اليوم –حسب المصدر- اجتماع آخر لولايات الشرق انعقد، أمس الأول، حيث دعا الأعضاء زملاءهم للإسراع في انتخاب أمين عام من جديد، ليتمكن الحزب من رص صفوفه للمشاركة الفعلية في الاستحقاقات الوطنية المقبلة التي تنتظر الجزائر ويتعلق الأمر برئاسيات 2014 وتعديل الدستوري المرتقب منتصف شهر جوان المقبل. كما أوضحت المصادر ذاتها، أن طرفي النزاع داخل الأفلان قد اتفقا للاحتكام ثانية إلى "الصندوق الشفاف" لانتخاب أمين عام جديد، وهذا بعدما كانت التقويمية تشدد على خيار التزكية حيث أن المشاورات داخل هذا الجناح لا تزال قائمة لإيجاد مرشح يحظى بالإجماع، هذا في وقت يدور فيه الحديث عن عدة أسماء مثل 'قوجيل' ، 'عمار تو' و'سعيداني'، فيما كان مؤيدو بلخادم متمسكين بخيار العودة للصندوق، بحكم أن التنحية تمت عن طريقه وبالتالي فانتخاب خليفة بلخادم يجب أن يكون بالطريقة نفسها. وفي هذا الإطار أضافت المصادر نفسها، أن هناك احتمال عقد اجتماع لأعضاء اللجنة عن ولايات الجنوب للمطالبة بعقد دورة اللجنة المركزية في أقرب وقت، مشيرة إلى أن ترشح بلخادم لزعامة الحزب من جديد مرهون بنتائج هذه اللقاءات الجهوية، حيث قالت أنه "في حال لمس بلخادم قبولا واسعا لعودته إلى المنصب فانه سيقدم ترشحه ويلبي دعوة مطالبيه بالترشح، وفي حال حدوث العكس فان الأمين العام السباق لن يجازف". وكان قد قرر أعضاء المكتب السياسي خلال الاجتماع الذي انعقد نهاية الأسبوع الماضي للاستمرار في اللقاءات من أجل ضمان التسيير العادي للحزب والتحضير الجيّد لانعقاد اللجنة المركزية، داعين جميع المناضلين إلى نبذ كل ما من شأنه أن يبثّ الفرقة والانشقاق داخل الحزب.